كنت رئيساً. وحاكماً. وقائداً. وزعيماً.. وكانت لي سلطة وهيبة.. وقابلت ملوك ورؤساء وأمراء العالم بمقابلات ليس لها مثيل، ولقيت العالم كله.. وكنت أسكن القصور وأنام علي حرير، وآكل أحسن أكل بما لذ وطاب. وكان عندي الخدم والحشم، وعندي فلوس كثيرة في الداخل والخارج، وكان لي أصدقاء ومعارف كثير، وكانت تخصص لي حفلات. فجأة تغيرت الأحوال وأصبحت في حال غير الحال. وأقول لنفسي أين أنا الآن. أين أولادي. أين زوجتي. أين أصدقائي ومعارفي. أين الهيبة. أين السلطة. في لحظة ضاع كل شيء وأصبحت بعيداً عن كل شيء. ملازم الفراش ذليل المرض محبوساً في مستشفي أعاني من اكتئاب وأعيش في خوف وقلق منتظر المصير الغامض. أنا في حيرة وفي ظروف صعبة. أريد تعاطف بعض الناس وأنا مارحمتش بعض الناس.. أنا أسأل نفسي.. هل كنت ظالماً فعلاً. وقاتل وقاس.. أهَل أنا كنت بعيداً عن الفقراء وقريباً من الأغنياء. أهَل أنا كنت بعيداً عن الضعفاء قريباً من الأقوياء.. أهَل أنا كنت أعيش لنفسي ولأسرتي وأصدقائي وأترك مصالح الشعب.. أنا في منتهي الأسف والخجل. ياويلي من عقاب الدنيا. وعقاب الآخرة. البدري عبدالرحيم الاسكندرية