مجموعة من الاسئلة الحائرة طاردتني طوال الاسبوع الماضي بعضها يتعلق بالشأن العام وبعضها الاخر يغوص داخل قطاعي الثقافة والاعلام وأعترف بانني وقفت عاجزا عن ايجاد اي حلول أو اجوبة ترد علي تلك الاسئلة التي تحولت إلي ما يشبه الالغاز في حياتنا رغم انني اتصور سهولة الاجابة عنها من قبل السادة المسئولين عن اتخاذ القرار من الوزراء في هذه القطاعات. والسؤال الاول يتعلق فيما يحدث داخل اكاديمية الفنون من فوضي ومعارك وتراشق بالألسنة بين الفريق المؤيد والمعارض لرئيس الاكاديمية سامح مهران وبين طلبة المعاهد الفنية المختلفة وانتقال هذه المعارك لتصل بين وزير الثقافة د.شاكر عبدالحميد ورئيس الاكاديمية حيث أخذ كل منهما يوجه سهامه وانتقادات إلي الطرف الآخر بينما يقف بينهما الطلبة واعضاء هيئة التدريس ويطالب وزير الثقافة د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء بإقالة د.سامح مهران رئيس الاكاديمية لمخالفته المالية ومهران يتحدي ويطالب بلجنة تحقيق وهكذا تتواصل المعارك ولا أدري اين صوت العقل أو اين الحكماء من كبار اساتذة الاكاديمية لوقف تلك المهزلة الدائرة الآن بين الوزير ورئيس الاكاديمية لتهدأ الامور ونعرف من المخطيء ومن صاحب الحق فيما يقول أو يردد بدلا من الاكتفاء بمتابعة تفاصيل ما يحدث في هذا المشهد المخجل من بعيد وكأن الامر لا يعني احدا من الاساتذة والطلبة والمثقفين واصحاب القرار وتلك هي المصيبة والكارثة فالفرجة اصبحت ببلاش يوميا علي مسلسل الفضائح في هذا الصرح العلمي المحترم! والسؤال الاخر يتعلق بازمة ستديوهات الاذاعة في ماسبيرو والتي دخلت اسبوعها الثالث ولم يتحرك احد لحلها حيث توقف العمل داخل 23 استديو عملاقا من ستديوهات الدراما وتسجيل البرامج والموسيقي والغناء واصيب العمل بالشلل التام واسرع كبار الاذاعيين بتقديم برامجهم من داخل ستديوهات الهواء وبعضهم الاخر مثل تامر شحاتة ورضا سليمان قاما باستخدام اجهزة اللاب توب في تسجيل برامجهم واعمالهم الفنية والبعض الاخر لجأ الي بعض الاستديوهات الخاصة لتسجيل اعمالهم بينما اضطرت معظم الشبكات إلي اعادة تقديم البرامج والسهرات والمسلسلات القديمة لحين انتهاء ازمة الفنيين داخل الاستديوهات حيث يطالبون بإصلاح اوضاعهم المالية واعداد لائحة تحقق لهم مزايا تتساوي مع المزايا التي يتقاضاها غيرهم من العاملين في الهندسة الاذاعية. ولا اعرف لماذا وصلت الامور إلي هذا الحد وكيف لم يتحرك احد لوضع حلول لهذه الازمة التي حولت الاذاعة إلي جهاز اعلامي مريض مثقل بالهموم ليس له بريق أو لمعان رغم ما يبذله الشرفاء من الاذاعيين الذين يعملون كل ما في وسعهم للحفاظ علي برامجهم المتميزة ولكن الصورة قاتمة وتزداد كل يوم سوءا نتيجة لاستمرار الاعتصامات وغلق الاستديوهات وعجز كبار المسئولين عن حل تلك الازمة! وثالث اسئلتي الحائرة تتعلق بقناة الشعب التي تتولي نقل جلسات مجلس الشعب علي الهواء ولا اداري لماذا لم تستفد وكالة صوت القاهرة للاعلان في جلب اعلانات لشاشة هذه القناة التي باتت تقدم مادة سياسية مثيرة يتابعها الناس بشغف ولهفة فهي اكثر تشويقا من مباريات الكرة أو المسلسلات الدرامية حيث تفتح ملفات سياسية شديدة الاهمية وتعيد رسم خريطة مصر الجديدة وتطرد الفساد وتحاسب المخطيء وتؤكد للدنيا كلها ان مصر بعد ثورة 52 يناير اصبحت تمتلك ارادتها وتعيش في مناخ صحي ترفرف عليه نسمات الحرية والعدالة والديمقراطية فلماذا لا نستثمر شاشة »الشعب« المثيرة في جلب موارد مالية تنقذ خزينة اتحاد الاذاعة والتليفزيون من شبح الافلاس وتدفع وتضخ بالدماء داخل شرايين القطاع الاقتصادي لتعيد له الامل في مواصلة الحياة ؟ وسؤالي الرابع والاخير اتوجه به إلي د.محمد عبدالفضيل القوصي وزير الاوقاف المستنير هل صحيح انك اصدرت قرارا بمنع تصوير الافلام السينمائية بكل انواعها داخل المساجد ولماذا جاء هذا القرار الآن وعلي اي اساس تم اتخاذه ؟ وأليس هذا يعد مخالفا للابداع ؟ ثم لماذا لم يتم اصدار ضوابط تحدد مواصفات الاعمال التي يمكن السماح بتصويرها داخل هذه المساجد خاصة اذا كانت موضوعاتها تعالج قضايا اجتماعية واخلاقية يلعب الدين فيها محورا مهما في بنائها الدرامي مثلما حدث في افلام سينمائية مصرية كثيرة شاهدنا من قبل وكان لها اثر طيب بين نفوس الناس في مجتمعنا بكل تياراته ومعتقداته وافكاره. وفي انتظار ردك يا معالي الوزير!!