مستشفيات جامعة الزقازيق تحتاج لمن يعالجها من آلامها ! الزائر لمستشفيات جامعة الزقازيق يبكي مرتين!! مرة للمرضي، وأخري لحال المستشفيات نفسها.. فالمرضي هنا فقراء، أجسامهم نحيلة وضامرة، وعيونهم ذابلة ومنكسرة، ووجوههم صفراء شاحبة.. جاءوا من قري ونجوع الدلتا يطلبون دواء غير موجود، ورعاية صحية ليست متوافرة، وعلاجا مجانيا عجزت الدولة منذ سنوات عن توفيره بعد أن تخلت عن أبسط واجباتها تجاه الفقراء وانحيازها للأغنياء! أما المستشفيات فقصة أخري.. شاهدة علي عصر كامل من الفساد والنهب، وضياع العدل، وغياب الضمير.. ومن منطلق إيمانها بأهمية دورها الاجتماعي قدمت مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية »بأخبار اليوم« سيارتي إسعاف لمستشفيات جامعة الزقازيق للحد من المشاكل والأزمات التي تعانيها هذه المستشفيات جراء نقص الإمكانات يقول د. سالم الديب مدير عام المستشفيات: المستشفيات تابعة للمدن الجامعية وتم ضمها للجامعة، وتحولت إلي مستشفيات منذ عام 0791، ومن يومها والدولة غائبة.. حتي انهارت البنية التحتية لها، وأصبحت الآن مدينة ب51 مليون جنيه للشركات الموردة للأدوية، وهناك ارتباطات قديمة مع شركات مقاولات وأدوية بمبلغ 04 مليون جنيه.. كما أن لنا استحقاقات عند التأمين الصحي ووزارة الصحة ب311 مليون جنيه، وقد بذلنا جهوداً مضنية لدي هيئة التأمين الصحي للحصول علي جزء منها ولكنها باءت بالفشل مما ينذر بإنهاء تقديم المستشفيات لخدماتها لمرضي التأمين الصحي. ويضيف: وهذه المستشفيات الجامعية عددها تسعة مستشفيات موزعة لقطاعين، الأول يضم الطوارئ والجراحة والباطنة والنساء والعيادات الخارجية، والثاني يشمل الأطفال والقلب والصدر والرمد والعلاج الاقتصادي، ورغم كفاءة العنصر البشري إلا أن نقص الاعتمادات وقلة الإمكانات أصابنا جميعاً بالإحباط واليأس، فعدد مرضي الطوارئ يصل إلي 81 ألفاً شهرياً، ووصل العام الماضي إلي 081 ألف مريض سنوياً، بل ويتردد علي العيادات الخارجية 202 ألف مريض كل عام، ليس هذا فقط، فالمستشفي جامعي تعليمي، وهو ما يعني تقديم خدماته لطلاب جامعة الزقازيق ومجموعات من الطلبة الوافدين، وليس له مثيل في شرق الدلتا من حيث المستوي التعليمي، واكتمال جميع التخصصات به مما زاد من سمعة المستشفيات، وزاد من الإقبال عليها، وجعلها مقصداً لجميع أبناء الدلتا والمحافظات القريبة منها مثل مدن القناة الثلاث وشمال وجنوب سيناء، إضافة للعاشر من رمضان والعبور والشروق. ونظراً للضغط البشري علي هذه المستشفيات طوال الأعوام السابقة فكان يسمح بدخول المريض حتي في حالة عدم وجود سرير خال مما نشأ عنه ظاهرة نقل المرضي علي الأرض خاصة في العنايات المركزة، ولكن الإدارة الجديدة منعت هذه الظاهرة. خدمة هائلة ويقول د. محمد توفيق استشاري العناية المركزة: أعمل هنا منذ 8 سنوات، رأيت حالات حرجة كثيرة جاءت للمستشفي بعد ساعات طويلة من وقوع الحادث مما أدي لتدهورها.. بل إن هناك حالات أخري تحتاج إلي النقل للعنايات المركزة الموجودة في مبان بعيدة عن بعضها مما يشكل خطورة علي المريض.. ولهذا فان تقديم »أخبار اليوم« لهذه السيارات لمستشفيات جامعة الزقازيق يعتبر خدمة كبيرة لكل المترددين علينا. ويقول د. محمد حسن مدير الاستقبال: مستشفيات جامعة الزقازيق هي المكان الوحيد المعد لاستقبال 6 ملايين مواطن من الشرقية والمحافظات المجاورة ومدن العاشر والعبور والشروق حيث إن المستشفي يقع علي طريق عام. ويشير إلي أن الاستقبال يتردد عليه 22 ألفاً كل شهر، ويتم دخول 6 آلاف حالة موزعة علي أقسام الجراحة العامة والعظام والمخ والأعصاب، وهناك ألف حالة تحتاج إلي دخول العناية المركزة كل شهر.. مؤكداً أن سيارات »أخبار اليوم« الجديدة والمجهزة طبياً سوف تنقل ما يقرب من 0061 مريض من مرضي الإصابات المتعددة والإصابات الدماغية وحتي الغيبوبة العامة والكبدية، إصافة إلي 0041 آخرين من مرضي الكسور لعمل أشعات خارج مبني الطوارئ، حيث ان المبني العلاجي يبعد عن مكان استقبال المرضي. نداء إنساني ويقول د. محمد موافي المشرف العام علي الطوارئ: نشكر »أخبار اليوم« علي هذه المبادرة الطيبة ونأمل أن تبادر منظمات وهيئات المجتمع المدني بتقديم خدمات مماثلة للمستشفي.. لأننا نحتاج إلي الكثير منها حيث إن المستشفي جامعي ويخدم ما يقرب من 6 ملايين مواطن ولأنه مستشفي جامعي فإنه يتم تحويل معظم الحالات الحرجة إليه، وهي تحتاج إلي عناية خاصة.. لهذا سعينا إلي توسيع في الرعايات المركزة والتي تخدم مرضي المخ والأعصاب وجراحة القلب والصدر والعظام والتي وصلت إلي 142 سريراً من مختلف العنايات الجراحية والباطنة والتي منها 04 سريراً للمرضي متعددي الإصابات.. وقد تم إنشاء عناية جديدة بمستشفي الحوادث لاستقبال 03 مريضاً من الناحية الإنشائية فقط، ونأمل في أن يتم تجهيزها طبياً. وتوجه انتصار ابراهيم مسئولة العلاقات الخارجية بالمستشفي نداء لأهل الخير ولجميع منظمات المجتمع المدني لتقديم جميع أنواع المساعدات الطبية والمالية، حيث ان المستشفيات الجامعية بالزقازيق تواجه نقصاً حاداً في الاعتمادات المالية والأجهزة الطبية في الوقت الذي تقدم خدماتها لأكثر من 6 ملايين مواطن من أبناء الدلتا والمحافظات المجاورة لها. مبادرة إنسانية: 2 مليون جنيه من مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية لمستشفيات مصر منذ أسابيع تجولت »أخبار اليوم« في محافظات مصر واستمعت للناس في القري والنجوع.. وواجهت المسئولين بكل ما سمعت ورأت. قال المحافظون إن المشاكل كثيرة.. والاعتمادات المالية محدودة لا تفي باحتياجات الناس وإن الحل هو تعاون جاد بين مؤسسات المجتمع المدني وأهل الخير وبين المسئولين ولابد أن يعمل الجميع معاً لبناء مصر الحديثة. أخذنا المبادرة وعملنا بجدية وقررت مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية صرف 2 مليون جنيه لمساعدة وتلبية الاحتياجات الضرورية للمستشفيات في قري ونجوع مصر. صفية مصطفي أمين