منير الزاهد المسابقات هي أحدث طريقة ابتكرها قراصنة التعاملات الاليكترونية للنصب علي عملاء البنوك، لم تعد الانترنت هي المدخل الوحيد لمحترفي النصب في التعرف علي البيانات السرية للعملاء، بل امتد الامر الي هواتف التليفون المحمول، وبدأ يأخذ صورا أبعد ما تكون عن المعتاد. الصورة الجديدة لا تطلب منك تحديث بياناتك لدي البنك، وانما تستغل الانتشار الواسع للمسابقات الهاتفية التي تستخف بالعقول لكسب جوائز مالية، الاسلوب الجديد يصلك في صورة رسالة تطلب منك الاتصال برقم يبدو شبيها بالارقام التي تبدأ ب09ولا يكلف النصابون انفسهم تكلفة الاتصال بالعميل او التحدث معه، وانما يكتفون بارسال رسالة تدعوك للاتصال بالرقم المجاني كما يدعون لانه تم اختيار رقم هاتفك بشكل عشوائي للفوز بجائزة ضخمة، أو لأنك عميل لأحد البنوك، شكل الرقم وبدايته تشبه كثيرا ارقام المسابقات الهاتفية التي تملأ اعلانات الفضائيات وبالتالي فإن عددا لا باس به يقع فريسة سهلة، حيث يدفعهم الفضول الي الاتصال بالرقم، وهو في الحقيقة يكون رقما دوليا، بعض الرسائل تضمنت ارقاما لدول اوروبية كتلك التي ارسلت لعملاء بنك القاهرة مؤخرا وبعضها لدول افريقية.
أصحاب هذه الرسائل لم يكتشف أمرهم بعد ليتحدد بالضبط أسلوبهم في الاستفادة مما يجمعونه من معلومات ولكن خبراء تأمين البيانات يرون في مضمون الأسئلة ما يشير إلي معرفة ما هو أبعد من بيانات العميل، فهم يسعون لأخذ بصمة صوت للعميل - فمن المعروف ان بعض نظم المعلومات الخاصة بالعملاء تستخدم بصمة الصوت- هم يجمعون كل مايمكنهم من معلومات، وأكبر عدد من الكلمات بصوتك ليستفيدوا بها بعد ذلك، هذا التنظيم يمتد الي خارج الحدود فالرسائل تأتي من رقم موبيل محلي ولكن الرقم الذي تتصل به ويسجل كل المعلومات في دولة أخري.. بنك القاهرة كان أحد البنوك التي تعرض عملائها قبل أيام لهذا الاسلوب من الرسائل وقد بادر البنك لتحذير عملائه منها، وحذر منير الزاهد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، من عمليات النصب الإليكتروني التي تتم باسم البنك، عن طريق هذه الرسائل التي تأتي من جهات خارجية مجهولة، مؤكدا أنه بمتابعة تلك الرسائل تبين أن مصدرها أرقام هواتف محمولة في دولة النمسا، وسوف يتخذ البنك الإجراءات القانونية تجاه تلك الجهات.