اصبح الحديث عن الأمن، وضرورة استمراره من الامور الحيوية في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد من آن إلي آخر سلسلة من الانحرافات.. السلوكية منها والاجرامية.. وبات من المؤكد ان ارتقاء اي مجتمع لابد له من الامان اولا علي حاضره ليضمن مستقبله. ولعل تسليط الاضواء علي اي سلبيات يهدف بالدرجة الاولي الي السعي للقضاء عليها.. هذا اذا كانت النظرة الي تلك السلبيات بعيون مخلصة فعلا، وليس لأجل الترويج لها، واستثمارها لأغراض دنيئة. منذ ايام قليلة لبيت مع مجموعة من الزملاء الاعزاء الصحفيين دعوة اللواء مجدي اللوزي رئيس قطاع الرياضة بالقوات المسلحة لزيارة المدرسة الرياضية العسكرية بالهايكستب.. وهذه المدرسة تضم فصولا لتلاميذ الابتدائي والاعدادي والثانوي، وتقدم الخدمة مجانا للموهوبين الذين يتم اختيارهم بعناية، وتهدف الي اعداد الابطال علي كل الاصعدة القارية والدولية والاوليمبية في 61 لعبة فردية سيضاف اليها قريبا مجموعة من الالعاب الجماعية بدأت بكرة القدم. والمشروع الذي انطلق منذ عدة سنوات قليلة ويشمل مدارس اخري مشابهة في الاسماعيلية والمنيا والاسكندرية واسيوط والسويس، لن يقف عند هذا الحد، وانما هناك مدارس اخري يجري الاعداد لافتتاحها تباعا في عدد من المحافظات الاخري. شيء يدعو للفخر والاعتزاز ان تجد الرياضة تلعب دورا مهما في توفير جانب من الامن القومي.. اذ ان مدرسة الهايكستب علي سبيل المثال ينتمي اليها اعداد ضخمة من صغار السن والشباب ويخضعون- كما ظهر من الزيارة- للأساليب التربوية الحديثة، وللمتابعة الصحية العلمية علي اعلي مستوي، ولخطط تدريب وبرامج عصرية تسير جنبا الي جنب مع ما يتم تنفيذه في الدول المتقدمة. والنتيجة لكل هذا.. اثمرت في زمن قياسي عن تقديم عدد كبير جدا من الابطال والبطلات لأفريقيا والعالم.. وتقول المؤشرات ان السنوات القليلة القادمة ستشهد ميلاد نجوم يفتخر بهم الوطن يجمعون بين الكفاءة العلمية والقدرات الرياضية العظيمة.. والواقع- كما يقول اللواء مجدي اللوزي- انه ما كان يمكن لهذا المشروع الوطني ان ينجح إلا بكفاءة مدربين ومشرفين مؤهلين يجري تأهيلهم باستمرار، ليواكبوا ما يحدث في العالم بصورة دائمة. وكم كان مدهشا ان يري الزائرون منشآت ومرافق المدرسة العسكرية في الهايكستب علي هذه الدرجة من الروعة. لدرجة انه يمكن وصفها بقرية اوليمبية متكاملة تجمع بين الصالات المغطاة وملاعب التدريب والجمانيزيوم والعيادات الطبية الفاخرة.. تماما مثل المدارس المماثلة في المحافظات الاخري. للرياضة دور مهم في الأمن القومي.. وليس مجرد تسلية و»تضييع وقت« كما يظن الجهلة.. ولا مؤاخذة!