محمد امبابى المشهد الذي نعيشه يؤكد أن هناك كارثة وأننا نمر بلحظات حرجة وأن الخطر يحيط بنا من كل جانب وأن هناك جريمة منظمة يتم تدبيرها بهدف اسقاط مصر وضياع هيبتها.. وفي كل مرة تشتعل فيها الأحداث تزداد الأمور تفاقما لعدم القدرة علي التوصل إلي الحقائق أو التعرف علي الأيدي الخفية التي تحرك تلك الأحداث.. وبينما تشتعل الأزمات وتحاك المؤامرات والبلد يحترق هناك صمت عاجز وأيد مغلولة، كما يتغلب الاهمال علي مواجهة المواقف والتباطؤ الشديد في اتخاذ القرار المناسب.. وفي ظل تردي الحالة الأمنية لا تأخذ الحكومة موقفا حاسما، بينما تتعالي الأصوات والكلمات الخطابية الرنانة لنواب الشعب ويتم تشكيل اللجان.. وهكذا وللأسف الشديد الفراغ يملأ المشهد السياسي وليس هناك من يسارع بوقف نزيف الدم ويمنع سقوط الضحايا.. إن علامات الاستفهام كثيرة وهناك عبث غير مفسر.. وبينما يخلي الثوار مسئوليتهم يزداد الغموض وتتغلب الفوضي علي المشهد ويصبح من الواضح أن هناك من يدبر لاسقاط مصر كلما بدأت تتجه إلي الاستقرار وأن هناك قوي ترفض أن تنهض.. ولهذا كله كان من الضروري أن تكون الدولة قوية وأن نتنبه لما يدبر لنا من مؤامرات ونسارع بالتوصل إلي حقيقة ما يحدث حولنا والتعرف علي تلك الأيدي الخفية التي تحرك الأحداث وتفتعل الأزمات وتتسبب في إشعال الحرائق وسقوط الشهداء وأن تتحول المسئولية التي تقع علي عاتق الحكومة إلي قرارات ناجزة وحاسمة مع تفعيل القانون وأن تكون المحاسبة هي الفيصل بعد إعلان الحقائق والتوصل في أسرع وقت إلي من يشعل تلك الأزمات ومحاولة التنبؤ بها قبل وقوعها حقنا لدماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن.. ومن العار علي الدولة بكل أجهزتها ألا تتمكن من التفرقة بين الثوار الشرفاء والبلطجية الذين يحرقون ويدمرون مكتسبات هذا الوطن.