تليفزيون مصر في ليلة سوداء عشنا ليلة سوداء أقصد بها مساء السبت الماضي 7 مايو الحالي، بمجرد أن بدأت تنتشر أخبار الفتنة الطائفية في امبابة ولن نفيض ونكرر أن هذه الاحداث وراءها مؤامرة داخلية وخارجية ضد الشعب المصري وثورته. ولكن لابد أن نقف عند وقوع الجريمة عقب ظهور كاميليا شحاتة لتؤكد أنها مازالت مسيحية وعقب صدور الحكم الأول بالسجن 12 عاما علي حبيب العادلي أحد أفراد عصابة مبارك. وبتتبع سير الأحداث وما تم الكشف عنه ستتضح تفاصيل المؤامرة التيتيمسك بالخيوط التي تحركها بقايا النظام الساقط وحزبه المنحل. وبينما الفزع يتملك من العقول والقلوب التي جلست أمام شاشات تليفزيون تتابع ما قد يصل من أخبار جديدة وبينما الفضائيات تتابع من قلب الحدث وأيا كانت توجهات كل فضائية علي حدي فإنها، وكالعادة كانت ولمدة ساعتين علي الأقل هي المصدر التليفزيوني الوحيد لمعرفة ما يحدث. أما تليفزيون جمهورية مصر العربية فقد عرضت قناته الأولي برامجها المعتادة ومن بينها مجموعة أفلام تسجيلية عن الآثار وأغنيات وطنية ودينية، والمصرية الفضائية فعلت ما يشبه ذلك لأنه مع الانتقال السريع بين القنوات كانت تظهر علي الشاشة مادة بلهاء لا علاقة لها بالموضوع ولم يكن لا الوقت ولا النفس تسمح بالتركيز فيما يعرض. أما قناة «النيل للأخبار» فقد قامت بما لم يقم به أحد فبالله عليكم هل يليق أن نقرأ أسفل صورة المذيع الذي يتابع الأحداث مع شهود العيان «مصر بعد الثورة» مقتل 5 واصابة 54 في أحداث فتنة طائفية في امبابة ثم يطلع علينا مواطن من قلب الحدث والمذيع يبتسم لا أتذكر في أي من القنوات المصرية، وبينما القتلي يتساقطون والنيران تشتعل يأتي صوت بالهتاف كلنا ايد واحدة وكأننا بلهاء بالذمة بتضحكوا علي مين؟ متي نعرف أخبار بلدنا من تليفزيون بلدنا؟ متي يتحرر المبني والمعني والرسالة؟ متي نتوقف عن اللهاث خلف مصادر المعرفة إلا قنوات مصر، متي والف متي غيرها نتمني أن نجد اجابة عنها وأن نتخلص من طرحها الذي لازمنا أكثر من ثلاثين عاما؟