أتوبيس الفن الجميل.. يذكرني بأيام الطفولة والرحلات المدرسية وأبلة حكمت مدرسة اللغة العربية التي كانت تشرف علي الرحلات، كنا نستيقظ في الصباح بعد ليلة لم نذق فيها طعم النوم لأنه في اليوم التالي سوف نري الأهرامات ونزور المتحف المصري ولو كان هناك مزيد للوقت يمكن لنا زيارة حديقة الحيوانات كل هذه الأماكن كنا نراها في رحلة واحدة.. ونعود في نهاية اليوم فرحين حالمين بما رأيناه في يومنا الجميل، بدءا من الأغاني التي كنا نغنيها لسائق الأتوبيس وأتذكر بفرح طفولي كيف كنا نغني للسائق " يا سواق يا شاطر ودينا القناطر " ونحن متجهون نحو الأهرامات!!، كانت أغاني تحفز السائق علي أن يقود سيارته وهو مبسوط، كانت القلوب بريئة والأحلام كبيرة والسعادة نقية، أعادني أتوبيس الفن الجميل التابع للإدارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة الذي بدأ جولته بأطفال مصر برحلات ترفيهية بمناسبة مرور عام علي ثورة يناير إلي أيام طفولتي، يطوف الأتوبيس الجميل بسائقه الشاطر وأطفال مصر من رأس غارب، والعريش ورفح والشيخ زويد لزيارة الأماكن الأثرية "المتحف القبطي، المتحف الإسلامي، المتحف المصري، القلعة، أهرامات الجيزة، القرية الفرعونية"، حيث يتم دمج هذه الأفواج مع أطفال الأتوبيس بالقاهرة للمشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية وينظم الأتوبيس أفواجا طوال فترة أجازة نصف العام لزيارة محافظة أسيوط والإسكندرية، والسويس، لزيارة المعالم الأثرية الموجودة بها، إضافة لإقامة ورش عمل ثقافية وفنية، إلي جانب تنفيذ جدارية مع أطفال هذه المحافظات تفعيلا لمنهج الأتوبيس وفلسفته، هذه الفكرة الرائعة تتم تحت رعاية الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والكاتب أحمد زحام نائب رئيس الهيئة وبأشراف الفنانة ماجدة صقر المشرف العام علي أتوبيس الفن الجميل ويستعد الأتوبيس الجميل خلال الفترة المقبلة لإقامة احتفالية بمناسبة احياء الذكري الأولي لثورة 25. كم أسعدتني هذه الفكرة الثقافية البسيط الرائعة التي تعلم أولادنا دون صراخ أو كراسات وواجبات كيف يكون الانتماء للوطن وعشق لترابه وجماله في جولة ثقافية ممتعة.