قناة السويس .. »ترعة بمزلقان« لتحصيل مليارات هزيلة! هذا ما قاله عمرو موسي في أبريل 0102.. ويوم الأربعاء الماضي وقبيل مباراة المصري والأهلي بدقائق استضافه مجلس الأعمال مرة أخري باعتباره مرشحاً محتملاً لرئاسة الجمهورية وأثار معتز رسلان توقعاته السابقة أمامه ليأتي تأكيد عمرو موسي بأنه كان يشعر بذلك ويراه أمامه في مصر بشكل خاص وفي الدول العربية بشكل عام. وإذا كان الأمر هكذا.. كيف يري »المنجم« عمرو موسي الوضع في المستقبل؟ قال: مصر في طريق التقدم.. والاضطراب الحادث الآن ليس سوي حالة »غليان« ل»طبخة« يعتقد أنها ستكون جيدة. وقال: إن مصر سوف تعبر الأوضاع الصعبة إلي جمهورية ثانية تختلف كلية عن الجمهورية الأولي بعيداً عن الديكتاتورية. سؤال طرح ضمن تساؤلات أخري خلال لقاء مجلس الأعمال الذي أداره حافظ الميرازي مدير مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والالكترونية والأستاذ بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. لقاء يأتي في مرحلة فارقة من التغيير الجذري.. تغيير يرسم مستقبل مصر السياسي والاقتصادي الذي يتجه نحو نظام ديمقراطي يقوم علي أصوات واختيارات المصريين. وكما قال رسلان فإن مصر قطعت الطريق الأصعب وأنجزت ثورة بيضاء قادها شعب عريق واليوم يترقب الجميع حصد ثمارها.. وأردف مشيراً إلي قول لسيدنا عمر بن الخطاب: »إذا أراد الله بقوم سوءاً منحهم الجدل ومنعهم العمل«. وأضاف أن هذه المقولة قد تتشابه مع حال مصر هذه الأيام فقد تفرغنا للجدل وتركنا العمل وهو ما نلمسه من حالة الانقسام والخلافات التي دبت بين مختلف القيادات، مما انعكس علي الاقتصاد ومؤشراته التي لا تخفي علي أحد. وتساءل معتز رسلان: في نهاية يونيو القادم سوف يخلي المجلس العسكري مسئولياته.. هل تعتقدون أن مصر ستكون مختلفة يوم 1 يوليو.. هل يعني ذلك أن البلد سيتغير بين ليلة وضحاها؟! سؤال طرحه وترك إجابته للحوار مع ضيف اللقاء عمرو موسي، لكنه قبل أن يترك الميكروفون للمرشح المحتمل للرئاسة طرح مقولة لكاتب انجليزي اسمه جلبرت شيسترتون يعتقد أنها تجسد ما نمر به الآن وهي تقول: »لا يمكنك القيام بثورة لتحقيق الديمقراطية.. بل يجب أن يكون لديك ديمقراطية لتحقيق الثورة«! مقولة أنا شخصياً أختلف مع صاحبها، ورأيي أن ثورات عديدة ومنها ثورة يناير قامت لتحقيق الديمقراطية بجانب العدالة الاجتماعية والحرية وها هي في سبيلها لتحقيق أهدافها وإن كان الطريق مازال طويلاً.. كما أنه من الممكن ألا يكون لديك ديمقراطية لتحقيق الثورة.. وثورة يناير خير دليل. فالثورة قامت ولم تكن مصر طوال 03 سنة تشهد سوي مسرحيات ديمقراطية وكانت تعيش »أزهي عصور الديكتاتورية« والفساد! ومن هنا كان عدم اقتناعي بمقولة الكاتب الانجليزي وكذا اعتراضي علي طرح المهندس معتز رسلان لتلك المقولة فهي في غير محلها!.. لكن الخلاف في الرأي لا يفسد للود وللحوار قضية! ما علينا.. المهم أن عمرو موسي متفائل للغاية رغم إلمامه بكل ما يواجه مصر من اضطرابات وصعاب. وهو في هذا الصدد يشير إلي أننا جميعاً نتحمل المسئولية كمصريين. وقال: من غير الطبيعي أن الحديث عن مشاكل مصر في الخمسينيات كان يتركز في 3 كلمات هي الفقر والجهل والمرض.. وها هي نفس المشاكل بالضبط الآن بل وبنسب أكثر مما كانت عليه! وأضاف قائلاً إنه رغم الشعور بالضيق والتوتر لا يصح المطالبة بنقل السلطة إلي مجلس مؤقت أو أي جهة أخري بعدما تم الاتفاق علي نقل السلطة في نهاية يونيو القادم وربما قبل ذلك.. ولننتظر 3 شهور بحلوها ومرها حتي تستقر الأمور، مشيراً إلي أن أصحاب أموال واستثمارات عربية وأجنبية بالمليارات تنتظر لحظة الاستقرار في مصر لتمويل مشروعات ضخمة.. وهي بالطبع لن تأتي إلي بلد غير مستقر وبدون سلطة بالمعني الدستوري. وعاد عمرو موسي إلي الوراء مشيراً إلي حدوث خلل خطير في العديد من الملفات في مقدمتها ملف التعليم وكذا ملف الإنسان المصري الذي تعرضت شخصيته للاهتزاز من حيث مدي الالتزام بأداء الواجب والإيمان بالقيم. وأضاف مؤكداً أن الديمقراطية ليست فقط الصندوق الزجاجي للانتخابات بل تعني أيضاً فصل السلطات واستقلال القضاء واحترام الحريات وحقوق الإنسان وتنفيذ الأحكام القضائية. ويتوازي مع ذلك الإصلاح الذي أصبح ضرورياً بل »حياة أو موت« وبدونه سوف تتدهور أوضاعنا، مشيراً إلي مقولة »مصر المحروسة« فقال إن ذلك لن يحدث إلا إذا قمنا كمصريين بحراستها. وأضاف قائلاً إن ما يحدث بمصر ليس مجرد سحابة سوداء فوق رؤوسنا بل فساد له أسس وقوانين تحميه وتجعله يترعرع.. ومن هنا الأمر يحتم إعادة النظر في القوانين التي تحمي هذا الفساد وترعاه! وها هو يؤكد تأييده للاقتصاد الحر المنضبط مع توفير العدالة الاجتماعية لرعاية فقراء مصر. كلمات عمرو موسي فتحت شهية أعضاء مجلس الأعمال المصري الكندي وعدد من كبار المسئولين والوزراء السابقين لتبدأ التساؤلات تنهال عليه: كيف تتفاءل وسط حالة التشاؤم السائدة وكيف يتم إصلاح ما تم إفساده ومن أين تأتي الموارد للإصلاح وكيف تري قضية الدعم، وكيف ستتعامل في حالة اختيارك رئيساً مع التيار الإسلامي بمجلس الشعب، وما ردك علي ما يثار من تكفير بعض الشيوخ للأقباط.. و.. و..؟! أنا متفائل بطبعي.. هكذا قال عمرو موسي وأضاف: لو لم نتفاءل فلن نستطيع تحقيق شيء.. وفي رده علي ما يثار من أسلوب التعامل مع التيارات الدينية قال: إن التيار الإسلامي جاء نتيجة انتخابات مقبولة، وإذا قبلنا بالديمقراطية لابد أن نقبل نتائجها. وأضاف: صحيح هناك حالة من عدم الاستقرار ولكن عند الانتهاء من بناء المؤسسات سيحدث الاستقرار والتمويلات جاهزة وهي بمئات المليارات من العرب والأوروبيين ومختلف دول العالم التي أبدت استعدادها لدعم دول الربيع العربي بنحو 001 مليار دولار. ولم ينس عمرو موسي الإشارة إلي شخصية الرئيس القادم مؤكداً ضرورة أن يكون مختلفاً عن الوضع السابق.. فلا يجب أن يكون ملماً بكل شيء ويعلم كل صغيرة وكبيرة.. وقال من الضروري تغيير تلك الفكرة عن كون الرئيس يدير كل شيء ولسان حاله يقول إن الرئيس القادم لن يكون »سوبر مان«.. ولا يجب أن يكون هكذا! وتطرق إلي قضية الدعم مشيراً إلي أن دعم الطاقة علي سبيل المثال يستفيد منه الفندق ذو النجوم الخمس مثل الموظف الذي يتقاضي مرتباً 08 جنيهاً كل شهر! وقال: لو تم إدارة هذه القضية بشكل جيد يمكن توفير المليارات دون التأثير علي الفقراء. وتحدث عن احتمالات الخلاف مع الإخوان المسلمين فقال: من الطبيعي وجود خلافات ولكن هناك قضايا لا يمكن الخلاف بشأنها مثل الدعم والسياحة التي تمثل 11٪ من الدخل القومي والتي إذا تأثرت يتأثر 02 مليون مصري يعملون في هذا القطاع الحيوي. والمهم كما قال أن نعمل.. وضرب مثالاً بفيتنام التي مسحت من علي وجه الأرض تقريباً فقال: إنها تلاحق دولة كبري مثل الصين. وفي حديثه عما يثيره بعض الشيوخ من أقوال تكفيرية قال: إن الأزهر الشريف حسمها بوثيقته التي وقع عليها شيخ الأزهر والبابا.. وقال: كلنا صف واحد ضد مثل هذه الأقوال ولن نسمح بمثل هذا التطرف الذي لا يمثلنا كمصريين. والمهم مرة أخري أن نعمل ونفكر لتغيير أوضاعنا اقتصادياً.. ضارباً المثل بقناة السويس التي شبهها بترعة ومزلقان يتم من خلاله تحصيل نحو 4 مليارات أو 5 مليارات دولار كل سنة.. وقال إن منطقة القناة لو تم استثمارها لأصبحت تدر ما لا يقل عن 06 مليار دولار سنوياً. وإضافة إلي ما قاله عمرو موسي بشأن الأقوال التكفيرية التي يطرحها من حين إلي آخر بعض الشيوخ تطرق د. يحيي الجمل الفقيه الدستوري في حديث قصير إلي هذه الأقوال مؤكداً أن من يطرحها هم »الكافرون«.. وأضاف أن ما يثار بشأن الأقباط هو الكفر، فالقرآن الكريم أكد حرية العقيدة كما أن »مريم« لم توصف في كتاب سماوي بمثل ما وصفت في به القرآن »كتاب الله«. وسؤال أخير في صورة عتاب من الجنس الناعم لعمرو موسي متهماً إياه بتجاهل المرأة في حديثه، أجاب عليه بأنه لم ولن يغفل دورها. ولكن ذلك ربما لم يشف غليل بنات حواء فأثيرت من هنا وهناك أقوال وهمسات بشأن سيدة مصر الأولي والقول بأن هذا التعبير ربما أصبح عقدة في ضوء ما قامت به بسلامتها سوزان مبارك!.. ليأتي رد عمرو موسي في صورة أنه يرفض تعبير سيدة مصر الأولي ويري تسميتها ب»الجماعة«!