اعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي ان كوريا الشمالية ستدفع ثمن غرق السفينة الحربية الكورية الجنوبية "شيونان" فيما ازدادت حدة التنديد الدولي بالهجوم الذي اوقع 46 قتيلا. وقال كين تاي يونج ان "كوريا الشمالية تخطت الحدود، وسيتعين عليها دفع الثمن لقيامها بمثل هذا العمل". من جهته اعتبر الرئيس لي ميونج-باك ان الهجوم علي البارجة في 26 مارس يشكل انتهاكا للهدنة التي انهت حرب 1950-1953 بين البلدين، لكنه اكد ان رد سول سيكون حذرا. واشتدت الادانات لبيونج يانج بعدما اعلن فريق تحقيق دولي ان غرق السفينة شيونان البالغة وزنها 1200 طن في 26 مارس قبالة جزيرة باينج نيونج قرب الحدود البحرية مع كوريا الشمالية، كان سببه طوربيدا اطلقته غواصة كورية شمالية عليها. وجاء في تقرير لجنة التحقيق حول غرق البارجة ان "الادلة تثبت بشكل دامغ ان الطوربيد اطلق من غواصة كورية شمالية" مضيفا "ليس هناك اي تفسير آخر ممكنا". واوضح المحققون ان اجزاء من الطوربيد تم انتشالها من البحر تطابق تلك التي تستخدمها كوريا الشمالية. وعرضت وزارة الدفاع محركات الدفع وقطعا اخري خلال مؤتمر صحفي عقد لدعم نتائج التحقيق. واشار الخبراء الي اوجه شبه بين اجزاء الاسلحة التي تم انتشالها ونماذج استخدمتها كوريا الشمالية عند تصدير هذا النوع من الطوربيد، مشيرين ايضا الي ان اثار مواد متفجرة رصدت علي اجزاء الطوربيد تطابق اثارا وجدت علي هيكل البارجة. وقال مسئول كبير في الاستخبارات العسكرية ان بيونج يانج شنت الهجوم علي ما يبدو ردا علي اشتباك وقع في نوفمبر قرب الحدود المتنازع عليها وادي الي اشتعال زورق دوريات كوري شمالي. وقال مدير وكالة استخبارات الدفاع اللفتنانت جنرال هوانج وونج-دونج ان الهدف كان "استعادة شرف الجيش ورفع معنوياته". وذكر من الاهداف الاخري تحويل اهتمام المواطنين عن الصعوبات الاقتصادية وتعزيز التضامن الداخلي وتحسين موقع كوريا الشمالية في المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي ودفع حكومة سيول علي تليين سياساتها المتعلقة بالحدود بين البلدين. ووصلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الي اليابان علي ان تتوجه بعدها الي الصين في جولة ستركز علي بحث نقاط التوتر الاقليمية المتصاعدة. وجددت بيونج يانج اتهاماتها للجنوب ب"تلفيق" الادلة وقال متحدث باسم لجنة اعادة التوحيد السلمي لكوريا في بيان ان كوريا الجنوبية "اكتفت بعرض شظايا وقطع المنيوم غير معروفة المصدر كأدلة، ما جعلها موضع سخرية". وتابع ان "حكومة سول خلقت وضعا خطيرا للغاية في شبه الجزيرة الكورية الي حد ان حربا يمكن ان تندلع حالا"، مرددا بذلك تحذيرا غالبا ما يستخدمه الشمال. واعلن البيان ان الشمال يعتبر الوضع الحالي "مرحلة من مراحل حرب" مهددا بالرد علي اي اجراءات مضادة من قبل سول "عبر التجميد التام" للعلاقات بين الكوريتين والغاء ميثاق عدم الاعتداء والوقف التام لاي تعاون بين البلدين. واعلنت قيادة الاممالمتحدة في كوريا الجنوبية التي تتولاها الولاياتالمتحدة انها ستباشر تحقيقا لمراجعة استنتاجات التحقيق الدولي "وتحديد حجم الانتهاك للهدنة في حادث الغرق". وقيادة الاممالمتحدة موجودة في كوريا الجنوبية منذ ان ارسلت الاممالمتحدة قوة دولية للدفاع عن هذا البلد بعد اندلاع الحرب الكورية عام 1950.