لا أري.. ان ثوار 52 يناير في خصومة مع جيش مصر العظيم! والهتافات التي أطلقها البعض في ذكري الثورة ما هي إلا تصميم الثوار علي تسليم السلطة إلي المدنيين، وهذا ما وعد به المشير طنطاوي أكثر من مرة، وخريطة الطريق واضحة ومعلنة باليوم والشهر! أما هؤلاء الذين يطالبون بإزاحة المجلس العسكري علي طريقة »الآن، وفورا وحالا« فأقول لهم: لمن يتم تسليم السلطة يا سادة؟ ومن يقود الأمة »فورا« إلي حين يتم انتخاب الرئيس المدني؟ إن إبعاد العسكر حاليا و»دلوقتي« يعني العودة إلي الوراء خطوات وخطوات ويمنح »فرصة العمر« لقوي الفساد السياسي وأعداء الثورة للانقضاض علي مصر مرة أخري ووقتها لا يفيد الندم بشيء! من فضلكم اتركوا الجيش يكمل مهمته حتي يرحل مكرما معززا إلي ثكناته يوم 03 يونيو المقبل وهذا التاريخ ليس ببعيد. ولا أسمع.. شيئا عن اللهو الخفي والحمد الله أثناء مليونية الذكري الأولي للثورة! وتحول الميدان كقلب رجل واحد رغم تباين الآراء ونجح الثوار والتيارات السياسية، المختلفة في تشكيل الدروع البشرية لتأمين الميدان من المندسين وأصحاب »اللهو الخفي« وإفساد مخططاتهم وسيناريوهاتهم السوداء لنشر الخوف والفزع وخرج يوم الثورة بردا وسلاما علي كل المصريين وتمتع الملايين وكانوا علي الدرب سائرين. ولا أتكلم.. عن وقائع أول جلسة لبرلمان الثورة، فالأمر الطبيعي ان نري حماسا وتنافسا بين نواب الشعب من أجل الشعب وما حدث من اختلاف في الرأي حول مسائل إجرائية هي نقطة ايجابية طالما ان الحوار يسير في الاتجاه الصحيح ونحن لا نريد خلافات كثيرة حول صغائر الأمور لأن الملفات الساخنة أمام المجلس كثيرة خاصة ملفات الشهداء والمصابين وتقصي الحقائق والكشف عن قاتل المتظاهرين ومن كان وراء قناص العيون أهم بكثير من الخلافات الشكلية الإجرائية. يبقي ان نقول لنواب الشعب ركزوا علي كيفية اختيار الجمعية التأسيسية للدستور وعلي قانون الرئيس القادم حتي نفرح ولو بنقطة ضوء في النفق المظلم الذي نعيش فيه جميعا.