رغم استعداد الشعب للاحتفال الأسبوع المقبل، وبالتحديد يوم 25 يناير، بمرور عام علي بدء الثورة، إلا أن الكثير من مطالب ثورته التي خرج من أجلها لم تتحقق بعد علي أرض الواقع!.. تلك هي الحقيقة الثابتة التي تؤلم الشعب حتي الآن، ويري حتمية استمرار ثورته، من أجل حماية أهدافها، والوصول إلي استشعار المصداقية التي غابت كثيرا خلال مسيرة العام المنقضي من بداية إشعال شرارة الثورة. ومازال الشعب يريد.. ذلك واقع الأمر وحقيقته، فمازال يبحث عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ومازال يعاني من بطش الثورة المضادة، ومازال يبحث عن السبيل لاعادة أمواله المنهوبة، ومازال يبحث عن أحكام عادلة ورادعة لمن سلبوا الشعب المصري إرادته واستحلوا حرماته علي مدار ثلاثين عاما انقضت، ورغم ذلك فمازال رموز النظام المخلوع ينعمون بأمنهم وطمأنينتهم في المركز الطبي العالمي وفي منتجع طرة، وكلهم ثقة انتظارا للخروج الآمن متوجين ببراءات، يرون أنها آتية لا محالة!، ومحتفظين بكل أموالهم وثرواتهم التي نهبوها من دماء هذا الشعب! ومازال الشعب يريد.. وذلك حقه الأصيل، فكيف لا تتحقق أهداف ثورته، وهي أهداف مشروعة؟، ويري شباب الثورة أنهم تعرضوا لمؤامرات من القائمين علي تفعيل الثورة المضادة للتشكيك في وطنيتهم، والعمل علي تشتيتهم وتفريقهم ومحاولة دس عناصر لتشويه صورتهم، وهم براء منهم، وهو ما يؤكده استخدام الثورة المضادة لمن مازالوا يحتلون مواقعهم بوسائل الإعلام، ويديرونها بثقافة النظام البائد، التي تحرص علي إثارة الأزمات والفتن والمؤامرات، مع التركيز علي خلق الشك في محاولة لتهميش وشغل الرأي العام عن الأهداف التي قامت الثورة من أجلها.. تلك هي فئة غاب ضميرها، وظلت قلوبها آثمة في غيبوبة عن صلاح وعيها، وما يشغلها ينحسر في مصالحها الشخصية ومصالح من ولاها، وإنا لهم لماقتون.. وهو ما يدعو لسرعة التطهير لتنجلي الصورة، وتكون الشفافية، وخاصة أن هؤلاء المغيبين ليسوا مقصورين علي الإعلام الرسمي فقط، بل منتشرون في الإعلام المدعوم بمليارات الدولارات ممن يريدون بمصر سوءاً ! ومازال الشعب يريد.. فإنه باستمرار المطالب الفئوية، التي هي صنيعة الثورة المضادة، يكون النخر في التنمية علي طريق الإعاقة التي يسعي من أجلها ويسعد بها نزلاء طرة، ويستخدمون رجالاتهم المندسين بين طوائف المجتمع لتحقيق مآربهم، وتضييع الفرصة علي الثورة نحو تحقيق أهدافها، وإيجاد الحجج لولاة الأمر في عدم الإسراع للإنجاز، وتحقيق ما يريده الشعب، فلم يتحقق الحد الأدني للأجور ولم يطبق الحد الأقصي ولم نجد حلا لمشكلة البطالة، ولم نستشعر انخفاضا للأسعار، بل مازال جشع بعض التجار من أبناء النظام البائد، وليتهم يتطهرون مما جبلوا عليه، فلم يعد هذا زمنهم، وسوف يلفظهم حتما. ومازال الشعب يريد.. وهذا إصراره علي أن يكون، وينتظر من برلمانه الذي انتخبه باختيار حر ونزيه، يحسب للمجلس العسكري والقوات المسلحة، الصدق في الوعد، علي إجراء الانتخابات بحيدة تامة، فكانت إرادة الشعب خالصة، وهو ما يدعونا لدعوة النواب جميعا علي اختلاف انتماءاتهم وأيا كانت توجهاتهم، لإعلاء مصلحة مصر والمصريين، ليكون الاتفاق مؤزرا بتحقيق أحلام وآمال شعب خرج وضحي بعدد من شبابه من أجل الخلاص من الظلم والقهر، متطلعا لغد أفضل ومشرق، وإنه آت إن شاء الله، ولتكن ثورة العقلاء هي السبيل لتحقيق ذلك، ويظل الشعب يريد.. وهذا حقه ، وتحيا مصر.