لا مؤاخذة

مؤسسة ميت عقبة

يستطيع ممدوح عباس ومجلس ادارته ان يحققوا احلام الزمالك وجماهيره، ليس باحراز بطولة ترتبط عادة بمعطيات منافسة تخضع لظروف او مستويات فرق اخري، او لتوفيق لاعبيه وجهاز فني في حسم لقاءات صعبة. وانما باقامة مؤسسة ميت عقبة الكروية علي اصول احترافية تضمن استمرار المسيرة بثبات دون ان تهتز امام اي مطبات او ازمات.. مؤسسة قوية لا تخوض في مهاترات.
ولعل الزمالك يملك من الكفاءات سواء في ادارته او بين اعضائه ما يسهل من مهمة وضع دعائم الكيان الجديد علي اسس علمية تتناسب مع طبيعة العصر. وبما يتماشي مع دوري المحترفين الذي ينبغي العمل علي تطبيقه فورا.. وبلا تردد.
لقد مرت سنوات طويلة عصفت فيها الرياح، وتلاعبت خلالها الامواج بسفينة النادي الكبير.. التي آن الاوان لها ان تهدأ. وان تنعم بالاستقرار وان يكون كل افراد طاقمها علي قلب رجل واحد، من منطلق انساني بسيط ينبع اولا من الحب، ثم من انكار الذات.
قالوها زمان.. في الاتحاد قوة. وليس ببعيد ان يجمع عباس ولو مرة كل شهر او شهرين رموز وعشاق الزمالك.. مرتضي منصور وكمال درويش وفهمي عمر ومحمد عامر ومرسي عطا الله ومجدي شرف وحمادة امام وكامل البيطار واسماعيل سليم والمندوه الحسيني وهاني زادة وعزمي مجاهد.. وغيرهم، علي فنجان شاي.
الموسوعة الرائعة التي اهداني اياها د. شرين فوزي وتحكي تاريخ الزمالك في مائة عام، تمثل عملا فذا، وتجسد جهدا خارقا وتعد اضافة نادرة ومتميزة للمكتبة الرياضية.
هذه الموسوعة تستحق الاشادة والتقدير، وتدفع مسئولي النادي للتفكير في انشاء متحف يتناول مسيرة قرن من الانجازات والبطولات.. ومن صناعة النجوم.. تحية للدكتور شرين ابن العملاق عبدالرحمن فوزي.
العلاقة الطيبة التي تجمع بين حسن حمدي وممدوح عباس، يمكن ان تزيل الكثير من »بلاوي« الساحة الكروية، سواء علي صعيد قيادة حملة التوعية للجماهير، او بازالة حالات الاحتقان، او بتهيئة الاجواء لمنافسات شريفة بعيدة عن التعصب، او بوضع حلول لمشاكل مزمنة في الاندية عموما.
اذا كانت مباريات الدوري تتلاحق بصورة سريعة ومرعبة، فإن الضغوط النفسية التي تقع علي جميع افراد اللعبة ستزيد وتشتد وهو ما يعني انه اذا لم يتمسك كل لاعب وحكم بأعصابه سيفلت العيار.. وحتبقي نار في نار.. ولا مؤاخذة!