في الوقت الذي كان الكل ينتظر 52 يناير للاحتفال به كيوم تاريخي، تعلق له الزينات، وتقام فيه الافراح والكرنفالات ابتهاجا بالذكري الاولي لثورة الشباب، اذا بحالة من الاحباط والقلق تحيط بالمواطن في كل مكان بسبب ما تردد من ان هناك مخططا لحرق مصر.. يعني كرسي في الكلوب! ان شباب مصر العظيم الذي قاد الثورة، وكان صاحب الفضل في حلم التحول الي عصر الديمقراطية والحرية والعدالة، ولعب دورا رائعا في حماية البلاد خلال فترة الانفلات الامني إياها.. هؤلاء الشباب الذين قدموا الشهداء وبذلوا التضحيات هم انفسهم الذين بمقدورهم ان يتصدوا لكل من يتلاعب بمقدرات بلدهم. لقد بات واضحا ان معظم القوي السياسية لا تفكر الا في مكاسبها الشخصية بأنانية شديدة، ولا تسعي اغلب الاحيان الا الي استثمار مواقف وازمات لتحقيق المزيد من مصالحها الحزبية فقط.. وتلك هي المأساة التي تحتاج في علاجها الي ضمير.. وليس لايدلوجيات او »خزعبلات«. لن يكون صعبا علي ممدوح عباس عاشق الزمالك، ومجلسه الذي يضم مجموعة من الاكفاء المحترمين، ان يحققوا النجاح المنتظر منهم، ولتكن الخطوة الاولي هي لم شمل الاسرة الزملكاوية التي تفرقت. خطوة ايجابية رائعة ان يلتقي حسن حمدي وبعض اعضاء مجلس ادارته مع قيادات ألتراس الاهلي، وان يعلن ممدوح عباس انه سيلتقي خلال ساعات مع حسن حمدي ومع ألتراس الزمالك لبدء صفحة جديدة من السلوك المتحضر. ولعل ما قاله الكابتن احمد شوبير في برنامجه »كورة النهاردة« من ان الألتراس الاهلاوي اكد انه لن يضر ناديه مرة اخري، ولن يقتحم ملعبا، ولن يشجع إلا ناديه، ولن يهتف الا للاعبيه.. كل هذا يمثل روحا جديدة عندما يضاف اليها تصرفات مماثلة لمشجعي الزمالك والاندية الاخري، ستعود الملاعب الي بريقيها ورونقها وليس ببعيد ان تكون جماهير الكرة المصرية هي القاطرة التي تدفع البلاد الي الاستقرار الامني والي رسم صورة مشرقة طال الانتظار للتطلع اليها. فوز مصر ببطولة الدورة العربية بجدارة وبلا منافس في ظل هذه الظروف، له معان، ودلالات كثيرة.. اهمها علي الاطلاق ان الكبير كبير.. ولن ينال منها اي صغير.. ولا مؤاخذة!