اذا اردتم خيرا بهذه الامة فاستوصوا بنسائها خيرا فهم الامهات، احب الناس بالصحبة في الدنيا، كما اورد رسولنا الكريم محمد (ص)، وهم أصحاب الدعوات التي لا ترد، إنهم النصف الأجمل والأروع للمجتمع، ولما لا؟! وقد أوصتنا الأديان السماوية جميعا بهم خيرا إسلامية كانت أومسيحية أو يهودية. ولعل الحقيقة المرة التي ازعجتني وازعجت مصر كلها من أقصاها إلي أدناها، تلك الصورة المهينة التي تناقلتها مختلف وسائل الاعلام، المتمثلة في اعتداء بعض الجنود علي واحدة من فتيات مصر، أثناء فض الاعتصام بشارع مجلس الوزراء، والتي أساءت إساءة بالغة لجيش مصر أصحاب الانتصار العظيم في اكتوبر المجيد، وحماة ثورة الشعب في 25يناير صناع التاريخ المصري الحديث. اننا كشعب مصري ومسلم راق ذو حضارة انسانية عريقة ندين وبشدة هذا التصرف العدواني الاحمق لبعض الجنود علي الفتاة المصرية المعتصمة - حتي لو خرجت علي الشرعية، والمألوف بالقول او الفعل - ألم يامرنا ويوصينا رسولنا الكريم (ص)، بالنساء خيرا؟! (رفقا بالقوارير)، ولما لا؟ وهن من شاركن في ثورة يناير، وكان لهن دور بارز في اسقاط نظام مبارك الفاسد.. وهذا ما يجعلني لا أعفي أحدا ممن شاركوا في الوصول بنا الي هذا المنعطف الخطير، سواء كان مجلسا عسكريا أو وزاريا أو ثوارا أو نخبا سياسية أو أحزابا أو تيارات دينية علي اختلاف اصولها ومرجعياتها، لافتقادهم بوصلة الطريق الآمن لدولة مدنية حديثة، فليس مقبولا أن ينشغل الجميع بالبحث عن كيفية الفوز بالقسم الاكبر من كيكة حكم مصر، ونترك أصحاب المكائد والمؤامرات التي تحاك من الخارج يسعون لإسقاط مصر في مستنقع الفوضي الخلاقة، واقحام أفراد الجيش المصري في تصرفات ليس لشرف جنديتهم وزر فيها!.. ولنزيد حذرنا من التصرفات المجنونة للبلطجية المأجورين، الذين بأفعالهم يحرقون قلوب المصريين علي تاريخهم، وهو ما تأتي بحرق المجمع العلمي بالقصر العيني، ليهددوا سمعة مصر في الحفاظ علي الحضارة الانسانية. ولي رسالتان، الأولي للمراة المصرية، أدعوها فيها للحافظ علي ريادتها وعدم الانزلاق فيما لا يمت لعاداتنا وتقاليدنا المصرية والعربية الأصيلة شكلا أو موضوعا، وأؤكد لها أن الحفاظ علي حقها وكرامتها واجب وطني في رقاب رجال مصر وخاصة رجال جيشها وأمنها، وأن قدسيتها ومنزلتها خط أحمر بين اهلها وشعبها وجيشها، فلن ننسي القدوة العظيمة للمراة المصرية والعربية، مريم ابنة عمران وآسية زوجة فرعون وفاطمة بنت محمد (ص) ونفيسة العلم رضي الله عنهن جميعا. أما الرسالة الثانية فهي للمجلس العسكري والوزراء والاحزاب والكتل السياسية، فقد تناسيتم وقزمتم دور المراة في مصر باهمال مجالسها من الطفولة والأمومة والمراة، وخاصة أن مؤشرات البرلمان القادم خلت من المرأة إلا قليلا علي قوائم الاخوان والسلف الصالح، فلم تنجح سيدة واحدة من الناشطات أو الثائرات في المجلس الجديد.. لذلك فاحذروا غضبة نساء مصر، ولا يمكننا إغفال دورهن في بناء مصر الجديدة، فهن أخوات وأمهات شباب ثورة 25 يناير، وستظل لهن العظمة في سجل تاريخ مصر القديم والحديث، حقا لهن هو مشهود.