أشعر أنني ألعب لعبة الشطرنج مع القدر.. لا أعرف من سيكون الملك ومن سيتخذ مكانه في الصف كعسكري؟! وهذه هي قصتي.. أكتب إليك اليوم بعد أن ضاقت بي ا لدنيا ولم أجد من أشكو له حالي، لعلي أجد لديك حلا يفيدني ويرشدني الي الطريق الصواب أنا فتاة أبلغ من العمر 42 عاما، علي قدر كبير من الجمال والخلق الكريمة، وهذا بشهادة الجميع من حولنا. من أسرة متوسطة الحال، لي ثلاث أخوات يصغرن عني بقليل متعلمات.. جميلات.. منذ تخرجنا في الجامعة، وبدأنا نشق طريقنا في الحياة، والبحث عن عمل، والحمد لله، استطعنا ان نحصل علي عمل مناسب.. وبنا كل المميزات التي ترضي طموح أي شاب. مشكلتي سيدتي.. تكمن في الزواج غياب التوفيق عنا في حياتنا العاطفية. جعلنا في حيرة من أمرنا؟ مما أثر علينا نفسيا الي حد كبير، وفي الحقيقة انعكس هذا التأثير سلبيا علي بيتنا بأكمله، صدمنا بمشاكل العصر، تأخر سن الزواج، وبات الجميع يفكر في هذا الامر متي سيأتي فارس الأحلام؟ بالطبع سيدتي أنت تفهمين فإننا في اكثر سن تستقبل فيه البنت خطابها، وأنا أريد ان اطمئن علي نفسي، كما أريد أن أطمئن علي شقيقاتي، لكنني بدأت أقلق علي مستقبلنا العاطفي، فقد تخطيت الخامسة والعشرين من عمري، ومع الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، بدأت اشعر ان بساط الامل ينسحب من تحتي، واصبحت اشعر بخيبة كبيرة، وأنا أري كثيرا من حولي، فتيات أصغر منا سنا يتزوجن، بالرغم انهم اقل منا ثقافة وتعليم، ولا اصف لنفسي سوي الصبر، لعل فارس الاحلام لم يأت بعد، لكن بدأ صبري ينفذ. إنني أواجه كل يوم وابلا من الاسئلة، التي تعكر صفو حياتي، وتجعلني أكاد انهار؟! حول موضوع الارتباط، وأحاول الا اغضب الله فهو عندي فوق كل شيء. هل ما نعيشه أنا وأخواتي مشكلة مجتمع بأثره؟! أم أننا حالة فردية؟ ارجوكي ألا تهملي رسالتي لعلي اجد بين سطورك جواب يريح فؤادي؟ ماذا أفعل؟ المعذبة (م. ه) الكاتبة: أراك صديقتي تكبرين الموضوع، وتبالغين في وصف المشكلة. فأنت لا تزالين في عمر الربيع، ومقتبل العمر. عمرك 42 سنة فقط، واخواتك الآخريات اصغر منك. أي في بداية العشرينات. فلماذا كل هذا القلق.. ولا يزال العمر مفتوحا أمامكن، والفرصة في الالتقاء بشريك العمر متاحة، وممكنة! إن الزواج قرار مصيري، ولا يجب أن نتخذه تحت ضغط اجتماعي أو نفسي او حتي بيولوجي انها ليست نزهة تنتهي بعد فترة، لكنه مشوار طويل، وشركة ممتدة، لها نتائج وتوابع. أرباح وخسائر. لكنها في كل الاحوال يجب ان تقوم علي حجر اساس رئيسي اسمه: المودة والرحمة. لا تتعجلي صديقتي تمهلي ولكن فكري في الامر فهذا طبيعي ومنطقي في مثل سنك، المهم.. كيف نخلق لأنفسنا المناخ الطبيعي الذي يمكننا فيه ان نلتقي بشريك العمر علي اساس طبيعي وتلقائي، بلا افتعال أو تخطيط مسبق. أعتقد ان انشغالك بنفسك، وتطويرها هو المفتاح. ابحثي عن هواياتك سواء كانت القراءة.. الرياضة (بأي نوع من أنواعها ولعباتها) الفن (الرسم الكتابة الموسيقي السينما). ثم قومي بشحن ذاتك باعطاء وقتك وفكرك لهذه الهواية او تلك الموهبة. وعندها سوف تزدادين ثقة بنفسك، كما سيمنحك التواجد في الملاعب او الندوات أو الكورسات التدريبية فرصة للالتقاء بشباب يبحثون هم أيضا عن شريكة لحياتهم. لا تنظري الي الحياة نظرة تشاؤم. حاولي ان تبحثي عن ذاتك، وعندها سوف تجدين كل ما تحلمين به.. وأكثر..!