ها هي جموع شعب مصرالعظيم قد خرجت من الشرنقة.. بعد أن نضجت وأدركت أن المشاركة السياسية اليوم هي عنوان المرحلة ..ها هي نتائج ثورة يناير الطاهرة تجني أهم ثمارها.. ها هو حزب الكنبة كما نطلق عليه أو الأغلبية الصامتة تنتفض وتخرج للإدلاء بأصواتها في عرس ديمقراطي غير مسبوق .. إيمانا منها بأن ما تشهده مصر الآن هو ميلاد جديد بعد مخاض طويل كان قد استعصي عليها لعقود وأزمنة.. ها هي جموع المصريين تخيب ظنون كل المراقبين وتفاجئ الأحزاب السياسية بكثافة الإقبال الشعبي في المرحلة الأولي لانتخابات مجلس الشعب البرلمان الأهم في تاريخ مصر الحديث .. توقع المراقبون أن المشاركة الشعبية ستكون ضعيفة بل ستتحول إلي معارك وسيل من الدماء أكثر مما سال أمام ماسبيرو وفي التحرير وشارع محمد محمود .. غير أن وعي المواطن المصري ورغبته في المشاركة عكست قناعته بأن صوته أصبح ثمينا غاليا .. وأن مصيره لن يكون سلة المهملات .. وإنما صوته أصبح محل اعتبار ويسهم في تغيير نتيجة وقلب موازين .. توافد المواطنين علي لجان الاقتراع كان محل فخر وإعزاز.. بعد أن علقوا الكثير من الأمل علي من سوف يظفرون بالفوز.. إن مشهد الطوابير الطويلة التي اصطفت أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتها في أول انتخابات ديمقراطية حقيقية قد أثلج صدري.. كانت حاجة تفرح .. فالمصريون أدركوا ضرورة ممارسة حقهم الطبيعي لأول مرة في حياتهم.. ووعوا خطورة المرحلة وأهمية البرلمان القادم في التأثير علي الحياة السياسية وإدارة البلاد وصناعة المستقبل..