بعد ما أصبحت أحلامي كوابيس يقظة ومنام في آن واحد، قررت تدوين أحلامي لعلني أتخلص من هذا الواقع المفزع الذي نعيش فيه كل يوم من أحداث يتوقف لها القلب ويفزع منها العقل، هذه الصور والأحداث والناس المجهولة التي تداهمني كل ليلة في منامي.. رغم قراءة المعوذات الثلاث، وآية الكرسي، والنوم علي جانبي الأيمن، وتلاوة أذكار المساء في سري، ورغم كل وسائل التحصين تهاجمني صور وحكايات تدفع بقلبي للانفصال عن صدري حتي يخال لي انه أنخلع عني وأتمتم بالاستغفار وشربة ماء قليلة من كوب مجاور لوسادتي، وأعاود النوم... وناس كثيرة وزحام في مكان واسع، يبحثون عن أشياء مفقودة وأنا وحدي أقود سيارتي وسط طريق وعر به منخفضات ومرتفعات وأميل يمينا وشمالا وناس تحاول أن تستنجد بي ولا أراهم وأسمع صوتا يستغيث من بعيد، ولا أجد حذاء في قدماي!! كيف أقود سيارتي وأنا حافية القدمين هكذا! بالأمس كان الحلم أكثر غرابة كنت هناك علي تل من النجيل الأخضر أقف وحدي خائفة، ونظرت تحت قدماي فوجدت حفرة تحت موضع قدماي، تسمرت بداخلها خوفا من الانزلاق لأسفل التل واستيقظت وضربات قلبي تكاد تصل إلي سقف حجرتي، بحثت في كتب تفسير الأحلام لابن سيرين والنابلسي وابن شاهين وتفسير الظاهري وميلر وغيرهم من مفسري الأحلام.. ولم أجد تفسيرا لأحلامي.. وأتمتم.. أضغاث أحلام!! أقرأ في كتب التفسير من رأي في منامه إبرة: دالة للأعزب علي الزوجة، وللفقير علي ستر الحال ومن رأي خيطا في إبرة اجتمع شمله، واجتمع له ما كان متفرقا من أمره، ومن رأي إن إبرته انكسرت فإن شأنه يتفرق، ويفسد أمره.. وأنا لم أحلم بأي إبر في حياتي. وأقلب الصفحة وأقرأ من يري في منامه إبريقا: دلت رؤيته علي التوبة للعاصي، والولد الذكر للحامل، ويدل الإبريق علي اللعب والضحك. وأكثر ما أفزعني عندما قرأت كلمة أبليس التي تدل رؤيته علي ارتكاب الذنوب والآثام،كما تدل رؤيته علي المكر والخديعة والفرقة ومن رأي الشيطان يتخبطه فإنه يأكل الربا، وأسرعت بإغلاق صفحات كتب تفسير الأحلام، وحاولت أنام في انتظار حلم جديد يبث في قلبي الطمأنينة.. ولكني لم أنم.. ولم أحلم.