بقلم : دكتور محمد عهدي فضلي لكل وطن جيش عسكري مسلح يحميه.. يصون حدوده ويدافع عن اراضيه ضد أي معتد او مغتصب يحاول النيل منه.. ولكل جيش عتاد من سلاح به ذخيرة.. وفرق نظامية يقوم عليها جنود عسكريون مدربون مؤهلون للتعامل مع الخطر الذي قد يدهم الوطن في اية لحظة.. وفي العصر الحالي الذي نعيش فيه.. عصر السماوات المفتوحة.. عصر الفضاء الاليكتروني الذي أدي إلي توفر أية معلومات في أي وقت وعلي أية صورة.. يخطئ من يظن ان مصطلح الجيش اصبح قاصراً علي جندي ومدفع.. لقد تطور منطق الجيش هو الآخر شأنه شأن كل قطاع طاله التطور.. اصبح الجيش مدنياً بالاضافة الي كونه عسكرياً.. افراد الجيش لم يقتصروا علي اصحاب الزي العسكري بل انضم اليهم الان أفراد آخرون هم اشد تأثيراً واقوي فاعلية.. أنهم الإعلاميون العاملون في حقل الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع.. سلاح الجيش الإعلامي هو القلم والجريدة والمذياع ومحطة الإذاعة وقناة التليفزيون المحلية وقنوات الفضائيات والانترنت.. لقد اصبح الإعلام هو الجيش المدني للشعب الذي يحمي حقوقه ويدافع عن انجازاته.. الكلمة في الجريدة تقرأها.. أو في البرنامج تسمعها اصبحت اقوي من دانة المدفع وطلقة الرصاص.. انها كلمة تؤثر في الملايين ولم تعد رصاصة تأثيرها مقصور علي فرد يجرح أو يقتل.. الإعلام يشكل الفكر ويبني الرأي أو يهدمه، ومن هنا كان لزاما التدقيق في عناصر الجهاز الإعلامي ضرورة واجبة سواء كان محرراً صحفياً يكتب بقلمه أو محرراً إذاعياً يتكلم بلسانه.. والتدقيق ليس المقصود به حجب الحريات وكتم الاراء كما يحلو للبعض ان يقول.. لكن التدقيق هو صمام الامان لتشكيل فكر الشعب ورؤيته لقضايا وطنه.. ضغطة زر في جهاز التليفزيون كفيلة أن تطوف بك ارجاء الأرض لتسمع وتري ما تريد في أي دولة من دول العالم شرقه وغربه وانت جالس علي مقعدك.. صباحاً أو مساء.. معلومات تتلقاها قد تكون صحيحة او مغلوطة.. الأهداف والنوايا اصبحت مغلفة بغلاف جذاب براق وما عليك إلا أن تسلم عينيك وأذنيك لتري وتسمع.. تتلقي وتتأثر.. الجرائد والمجلات اصبحت بالمئات بعد أن كانت تعد علي أصابع اليد الواحدة.. وكذلك أصبحت برامج الفضائيات والحوارات الساخنة.. مواقع شبكة الانترنت دخل عددها في خانة الالاف وقد كانت بضع عشرات من اعوام قليلة مضت.. وأمام كل هذا الزخم اصبح دور الإعلام في توضيح الحقائق واجباً قومياً نحو الوطن والمواطن.. لن يصمد في يد المواطن الا جريدة تتكلم لمصلحته دون هدف الا ذلك الهدف الاسمي والانبل.. هنا فقط يصبح الإعلام هو الجيش المدني للشعب والذي يرعي حقوقه ويدافع عن مصالحه.. ميدان القتال لم يعد ارضاً محددة المساحة معروفة الابعاد.. ميدان القتال أصبح فضاء شاسعاً لا حدود لمساحته ولا تعريف لأبعاده.. علينا ان ندرك ذلك الأمر جيداً لنكون علي أهبة الاستعداد في أي وقت من أوقات الليل والنهار..وذلك هو دور الجيش دائماً عسكرياً أو إعلامياً.. فلتقدم كتيبة الإعلام الوطني المصري لشعبها التحليل الخبري الواضح دون لبس أو غموض.. من دون تحيز لفئة أو رأي الا مصلحة الوطن والمواطن.. وفي المقابل ليحرص المواطن المصري علي انتقاء القناة الإعلامية التي تقدم مصلحة ابناء الوطن قبل مصلحة فرد أو فئة هم أيضاً قد يكونون من أبناء الوطن، لكن أنظارهم انحصرت في مصلحة شخصية اقتصرت عليهم فقط.