سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شباب الثورة من الميدان إلي البرلمان حصلوا علي التأييد في الموجة الأولي للثورة.. وتخبطوا في الثانية
لم ينجحوا في الترشح علي قائمة واحدة.. وتفرقوا بين الكتل السياسية
بعد انتهاء الموجة الاولي والثانية لثورة 25 يناير بدأ الشباب في الاستعداد لخوض سباق الانتخابات البرلمانية، للفوز بأكبر عدد من المقاعد تحت القبة .. ورغم حالة التفاؤل السائدة بينهم، ونظرة المجتمع الايجابية لهم، باعتبارهم من قادوا دفة التغيير خلال الثورة ،الا انه مع فتح باب الترشح بدأ التفاؤل يغيب عن هؤلاء الشباب ،بسبب خوفهم من الحصول علي صفر في امتحان برلمان الثورة .. فقد أظهرت العديد من البيانات الاستبيانية والاستقصاءات بعد الموجة الاولي للثورة والتي انتهت بسقوط رأس النظام السابق وتنحيه عن الحكم ان اراء المواطنين تذهب الي التأكيد علي اهمية تواجد الشباب في البرلمان، ودعمهم لمن قادوا البلاد الي وضع جديد من الحرية والكرامة ،وجعلهم في الصفوف الاولي لتكملة المسيرة .. ولكن ومع بدء الموجة الثانية والتي شهدت المليونيات المتعاقبة ،دبت حالة من الاختلاف والتشكك بين اوساط المجتمع حول مدي مسؤولية الشباب فيما تتعرض له البلاد من ازمات سواء امنية او اقتصادية. فمن وجهة نظر البعض كانوا هم المسؤولين عن الوقفات الاحتجاجبة المستمرة والمطالب الفئوية وتم تحميلهم مسؤولية الغياب الامني ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ،بل بدأ البعض يهاجم الثورة نفسها ويراها مسؤولة عن كل مشكلات المجتمع .. ومما ساهم في تعزيز موقف الطرف المشكك في مدي فاعلية الثورة وشبابها ، حالة السعار الاعلامي ومشاعر التهييج والسعي الي "الشو الاعلامي" والمصلحة الشخصية من بعض الشباب ، ممن حاولوا ركوب الموجة والاستفادة منها ،دون مراعاة للمصلحة العامة .. ليجد المؤمنون بالثورة انفسهم في مرمي النقد من بعض الفئات ، وكأنهم من يتحملون مسؤولية الفتن الطائفية والمواجهات بين الامن والمتظاهرين ، وغياب الشرطة وسطوة البلطجة والخارجين عن القانون .. آراء مضادة كل هذه الاسباب انتزعت من البعض تأييده الكامل والمطلق للشباب فبدأت تظهر اراء عن عدم امتلاكهم للخبرة الكافية لقيادة السفينة أوالتعبير عن امال وطموحات الشعب خلال الفترة المقبلة ، وبدلا من ان يثبت هولاء الشباب قدرتهم ويؤكدوا امتلاكهم للمقومات المطلوبة ساهمت بعض الوقائع ومجوعة من الاحداث في تعزيز الصورة السلبية عنهم .. كان ابرزها الاختلافات المستمرة فيما بينهم ،ووجود عدد كبير من الائتلافات - وصل عددها الي اكثر من 200 ائتلاف - تحدثت باسم الثورة وشبابها، دون ان يكون هناك كيان منظم وقوي يستطيع جمعهم ،وصهرهم في بوتقة واحدة ،حتي مع اختلاف ايديولوجياتهم.. ورغم ان بعض التحليلات والرؤي توكد ان بعض الائتلافات تم زرعها بين الاوساط الشبابية لاضعاف قواهم وتفريقها، الا انه وبعيدا عن نظرية المؤامرة يتحمل الشباب المسؤولية الكاملة في هذا الامر لأنهم انشغلوا بالدخول في صراعات تافهة وجانبية ،دون ان تكون هناك رؤية واضحة ومحددة لما يريدوا الوصول اليه. حالة التخوف ومع بداية انطلاق وفتح باب الترشيح للانتخابات ظهرت حالة من التخوف الشديد حول مستقبل التمثيل الشبابي في البرلمان القادم ، فخرج اتحاد شباب الثورة ليؤكد عدم مشاركته تارة ، ثم ابدي استعداده للمشاركة تارة اخري ، وخرج ائتلاف شباب الثورة ليؤكد مشاركته في الانتخابات بمائتي شاب وفتاة سرعان ما تقلصوا الي 150 ثم مائة ثم خمسين شابا ، بعد ان اصطدموا بالواقع واللعبة السياسية التي تحتاج الي دعم مالي وشعبي كبيرين ، وفي محاولة للتغلب علي هذا الامر ،ظهرت بعض الافكار التي تدعوا الي مساندة شباب الائتلاف في الترشح وخوض السباق عن طريق فتح باب التبرع الشعبي من خلال رقم حساب في البنوك لدعم حملاتهم الانتخابية، ولكن سرعان ما تم وأد هذه الفكرة لكون الائتلافات كيان غير حكومي او منظم قانونا ولا يحق لهم فتح مثل هذا الحساب البنكي .. ولم تظهر البيانات الصادرة حتي الان سوي ترشح عدد قليل من شباب الائتلافات لخوض الانتخابات منهم زياد العليمي وباسم كامل ومحمد عرفات علي قائمة "الكتلة المصرية" وخالد السيد وعمرو عز ومحمد القصاص واسلام لطفي علي قائمة "الثورة مستمرة" وطارق الخولي ومعاذ عبد الكريم وخالد تليمة كمستقلين ، في حين لم يتمكن من النزول علي رأس القوائم الا خمسة فقط من الاسماء السابقة .. الحظوظ صعبة ويري خالد تليمة عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة والمرشح عن دائرة ( اوسيم - الوراق - منشية القناطر ) ان الحظوظ صعبة للغاية ..خاصة مع عدم تواجد عدد كبير من الشباب في سباق الانتخابات ،او تواجدهم في ذيل القوائم ،وهو ما يقلل من نسب فوزهم ان لم يكن الامر مستحيلا ،مع توسيع الدوائر الانتخابية والتخوف من سيطرة العصبية ورأس المال .. وهو ماعبر عنه "شباب الثورة" في تصريح له بأنه لم يكن يوما في حساباته خوض انتخابات مجلس الشعب ولكن عندما علم بوجود فلول من الحزب المنحل داخل اغلب القوائم قرر خوض التجربه ببعض رموز الثورة ، واضعين كل الامل علي المواطنين بتحري الدقة في الاختيار . وأكدوا ان حملاتهم الانتخابية تعتمد علي شرح رؤيتهم لمصر القادمة القائمة علي طرح بدائل للقوانين المشوهة التي حكمت مجتمعنا خلال عصور مضت والنهوض بالتعليم والصحة .. بارقة الأمل ولكن رغم حالة القلق التي تسود المرشحين من الشباب الا ان بارقة الامل الوحيدة بالنسبة اليهم تقوم علي الثقة في الوعي المجتمعي لاهمية دور الشباب ، بالاضافة الي الاعتماد علي القوة التصويتية للشباب انفسهم الذين يمثلون القطاع الاكبر والاعرض في مجتمعنا.