سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشاركة الشباب في الانتخابات
آمال كبيرة ..وقلق من صفر البرلمان
اتساع الدوائر وضخامة الميزانيات والرهان علي الوجوه القديمة أبرز التحديات
خوف من تحكم نفوذ المال وسطوة البلطجة والعصبيات
تقليل مدة البرلمان وربط الحصانة بالأداء حلان لمساندة الشباب
جاء النزول بسن المرشح للانتخابات البرلمانية القادمة الي 25 سنة ليفتح الباب اما الشباب لخوض معركة سياسية جديدة من نوعها.. هدفها تشكيل مجلسي شعب وشوري ما بعد الثورة، ونظرا لاهمية المرحلة التي يعيشها المجتمع تأمل الاوساط الشبابية تحقيق اكبر قدر من المكاسب ليكون البرلمان القادم معبرا عن امال ثورة 25 يناير ومساهما في تحقيق مطالبها. الا ان المؤشرات تؤكد ان عديد من التحديات تواجه الشباب في ظل المنافسة الشديدة التي يواجهونها في المعركة الانتخابية القادمة، فسطوة المال والبلطجة والعصبيات من اهم العوامل التي تقف في وجه الشباب بالاضافة الي ضعف ثقة الاحزاب في الوجوه الشابة وتفضيلهم الدفع بعناصر من محترفي الانتخابات لضمان كرسي البرلمان .. عن فرص الشباب في الانتخابات البرلمانية القادمة يتحدث الثوار .. يقول سيد ابو العلا عضو الهيئة العليا للحزب الديموقراطي الاجتماعي أن فكرة تخفيض السن كان مطلبا للثوار والاستجابة لهذا المطلب يعد امرا ايجابيا يشجع علي مشاركة عدد كبير من الشباب في الانتخابات القادمة ومن الممكن ان يشجع الاحزاب علي الدفع بوجوه شبابية ضمن قوائمها النسبية .. ولكن هذا لا ينفي وجود بعض الصعوبات التي يمكن ان تواجه الشباب في هذه التجربة وخاصة فيما يتعلق بالانتخاب الفردي لأنه يفتح الباب مرة اخري امام سطوة المال والبلطجة والعصبيات القبلية .. وهذا الامر يشكل عائقا امام كل شاب ينوي الترشح ولا يملك مثل هذه المقومات التي تعد عاملا مهما في نجاح المرشح، فالواقع يؤكد ان اقل ميزانية يتطلبها الترشح للانفاق علي الحملة الانتخابية لا تقل عن خمسين الف جنيه. محترفو الانتخابات ويؤكد محمد ممدوح عضو تحالف ثوار مصر ان قائمة الخمسين في المائة الخاصة بالترشح الفردي ما هي إلا بوابة خلفية لعودة فلول الحزب الوطني وسيطرتهم علي كراسي البرلمان وهي نفس المشكلة التي عانينا منها في السابق، لأن هؤلاء الفئة هم محترفو النجاح في الانتخابات البرلمانية عن طريق توظيف البلطجة والمال وفي ظل عدم استعادة الامن لقوته وقدرته علي مواجهة هذه البلطجة فإن فشل الشباب في الوصول الي البرلمان يمثل نتيجة حتمية.. وقائمة النسبة الفردية واحدة من اهم عيوب قانون مجلسي الشعب والشوري الصادر دون اي اجراء حوار مجتمعي حقيقي مع القوي والتيارات السياسية وخاصة الشبابية منها.. كما ان الشباب لم يجد الدعم الكامل من المجلس العسكري في الاعلان عن احزاب تعبر عنهم وتعطيهم قوة دافعة للنجاح في الانتخابات القادمة ففي الوقت الذي اصر علي ضرورة الاعلان عن الحزب في الصحف القومية وجدناه يتحمل تكاليف هذا الاعلان لبعض الاحزاب دون غيرها ولم يقدم آلية ثابتة لتحمل قيمة الاعلان، وفي الوقت الذي تم الزامنا كأحزاب جديدة بتقديم توكيلات عن خمسة الاف شخص نجد احزاب قائمة بالفعل لا يتعدي عدد اعضائها رقم الخمسة آلاف . ويري احمد سعد امين مساعد وعضو المكتب التنفيذي لائتلاف الوعي العربي ان فرصة نجاح الشباب في الانتخابات القادمة ضعيفة نسبيا ولكن علي المدي البعيد يعمل القانون الجديد علي وجود حالة من الحراك والانتعاش السياسي بين الاوساط الشبابية.. واشار الي وجود مشكلات اكثر تفصيلا وهي ان بعض الدوائر يتطلب من المرشح ان يحصل فيها علي اعداد تصويتية اكبر حتي يضمن النجاح فمثلا دائرة مثل مركز الحسينية بالشرقية يوجد بها 32 الف صوت في نفس الوقت الذي يوجد في دائرة مثل قصر النسل ثلاثة آلاف صوت فقط .. فأين المساواة في التنافسية هنا .. لذلك من المطلوب ان يتم تقسيم مثل هذه الدوائر الانتخابية الكبيرة واعادة توزيع الخريطة الانتخابية مرة اخري حتي يتمكن الشباب من تكثيف جهودهم في دوائرهم الانتخابية وتقليل نفقات حملاتهم الانتخابية . كوتة شبابية ويقترح احمد سعد ان يتم تخصيص كوتة للشباب في مقاعد البرلمان ولو للدورة القادمة فقط كنوع من المساندة لهم في تجرتهم السياسية كما يتم الزام الاحزاب بضرورة تخصيص مقعدين للشباب علي القوائم الحزبية, واقتراح اخر بتخصيص الترشح للمجالس المحلية للشباب فقط من 21 الي 30 سنة وهذا الامر يسمح لهم بالتواجد علي الارض وتعريف المواطنين بجهودهم وقدراتهم علي اداء الخدمات ويعطيهم الفرصة للتمرس علي العمل السياسي والخدمي بين الناس ويؤهلهم لخوض الانتخابات البرلمانية المستقبلية بخبرات اكبر وبقواعد جماهيرية عريضة. وخلال اجتماعاتنا مع المجلس العسكري اكدنا له ان البرلمان القادم لن يأتي بجديد بسبب قلة حظوظ الشباب في الفوز بمقاعده ومن هنا جاء قراره بانشاء الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور وفصلها عن اختصاصات المجلس. وخلافا لسابقيه يري وائل احمد المنسق العام للجبهة الشعبية لحماية مكتسبات الثورة ان فرصة الشباب في الانتخابات القادمة جيدة وخاصة من بدأ منهم في الانتشار وعرض افكاره وتواجهاته في دوائرهم منذ قيام الثورة ولم ينتظروا صدور القانون ومن المهم ان تقوم الائتلافات والتيارات الشبابية بالتوحد فيما بينها والتوافق عليهم حتي لا تتفتت اصواتهم ودعم مرشحيهم ماديا ومعنويا. مشاركة فقط ويقول طه عبد الجواد رئيس لجنة شباب الوفد بمركز اوسيم انه بعد خفض سن الترشح ستكون مشاركة الشباب كبيرة ولكنها غير مجدية لأنه مازالت هناك نظرة من المجتمع للشباب يأنه لا يمتلك الخبرة الكافية للدخول في المعترك السياسي كما ان هناك سلبية اخري وهي ان الاحزاب لن تجازف بمقعد في البرلمان من اجل الدفع بوجوه شابة فضمان المقعد من خلال الدفع بواحد من محترفي الانتخابات افضل عندهم من المجازفة غير المأمونة . ويعرض اسلام لطفي عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة ووكيل مؤسسي حزب التيار المصري لمجموعة من الافكار التي يمكن ان تساهم في تشجيع المشاركة الشبابية والنجاح ايضا في الانتخابات القادمة من اهمها ان تكون مدة البرلمان القادم لا تتجاوز 18 شهرا ولذلك سيمتنع كل من يريد دخول البرلمان لتمرير مصالحه الشخصية عن الترشح وانفاق اموال باهظة بسبب قصر المدة كما يتم ربط الحصانة الممنوحة لعضو البرلمان بطبيعة أدائه تحت القبة وبذلك ينجح من يري في نفسه القدرة علي خدمة المواطنين وتلبية رغباتهم والدفاع عنهم وليس من يهدف للحصول علي الحصانة فقط . الفضاء الديمقراطي وبنظرة تحليلية يقول رمضان قرني محمد باحث سياسي بالهيئة العامة للاستعلامات أن مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة تحظي باهتمام بالغ وفق العديد من الاعتبارات, أبرزها أنها أول انتخابات برلمانية في أعقاب سقوط النظام السابق، كما أن قرار تخفيض سن الترشح يتيح فرصة كبيرة لدخول شريحة واسعة من الشباب في معترك العمل السياسي والبرلماني، علاوة علي ذلك فإن ارتفاع نسبة المشاركة السياسية في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، والتي بلغت 42٪ تمثل تجربة يسهل تكرارها في أوساط الشباب والمجتمع عامة، وفي هذا الإطار فإن فرص وحظوظ الشباب كبيرة في ظل إلاشراف القضائي علي مجمل العملية الانتخابية وهي ضمانة كبري للمشاركة سواء من حيث نزاهة الانتخابات أو دقة سير العملية الانتخابية. كما يمتلك الشباب مجموعة من الأدوات الحديثة في المشاركة السياسية، من امكانية التواصل الاجتماعي "فيسبوك تويتر" فيما يمكن أن نطلق عليه الفضاء الديمقراطي الالكتروني، وهو أمر غير متوفر لدي الكثير من قطاعات المجتمع الاخري و تمثل أبرز وسائل الدعاية الانتخابية لدي الشباب في المرحة المقبلة، كما تمثل الاعتصامات والمسيرات السلمية مظهرا حديثا من مظاهر المشاركة السياسية المعاصرة، وكشفت المليونيات عن قدرة الشباب علي الحشد والتنظيم والتوجيه. وقدمت ثورة يناير صورة مغايرة للشباب ، تخالف ما تم ترويجه عنه في الفترة السابقة "سلبية لا مبالاة- اغتراب" فقد أصبحوا حديث الشارع، و قاطرة التغيير في المجتمع، بجانب الوضع العام السائد في المجتمع، وهو الثورة علي الأوضاع السلبية، كل ذلك يمكن أن يصب في اتجاه دعم الشباب انتخابيا.