المعونة كلمة قد تدل علي الاحتياج والضعف وقد يعتبرها البعض تعبيرا عن الذل والمهانة.. فهل انطبق ذلك علي المعونة الأمريكية لمصر والتي بدأت منذ ما يزيد علي 03 عاما وتحديدا عام 5791.. حجم المساعدات في ذلك العام وصل إلي 518 مليون دولار في اطار دعم اقامة السلام مع اسرائيل ومنذ ذلك الوقت وحتي الان قدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر مساعدات اقتصادية بلغت 8.82 مليار دولار.. فأين ذهبت؟! يقول والترنورث مدير برنامج المعونة الأمريكية في مصر بأن المعونة الأمريكية لمصر ليست صدقة أو دليلا علي الضعف لأن لها دورا مهما بالمنطقة والمعونة هدفت اساسا إلي دعم استقرارها الذي يعد استقرارا للمنطقة بأسرها ويضيف ان الجانب الأمريكي يفضل استخدام كلمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بدلا من المعونة الامريكية منعا لهذا اللبس. ويوضح ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية تقوم بتقديم جميع أنواع الدعم لجميع المحافظات المصرية وفي العديد من المجالات كالتعليم والبنية التحتية وحماية الاثار وتحسين الصحة وتنمية القطاع الخاص وتنمية انشطة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخير دليل ان الدعم الامريكي ليس معونة وانما مشاركة في تنمية مصر كان تغير انشطة البرنامج من التركيز علي البنية التحتية في البداية إلي التعليم والتكنولوجيا، وذلك وفقا للاحتياجات المصرية والتي تحددها حكومتها فنحن شركاء. ويؤكد نورث انه من الصعب تحديد وذكر أهم المشروعات الأمريكية والتي تمت في اطار هذا البرنامج لكنها ساهمت في دعم مجالات كثيرة كالتدريب الزراعي ومساعدة الشباب للحصول علي مهارات جديدة وخلق فرص للعمل وتحسين الصحة والتعليم ودعم الديمقراطية، ونحن علي استعداد لتقديم المزيد وخاصة في المرحلة الحالية من التحول الديمقراطي. شركاء لمصر ويشير والترنورث بأن مصر قادرة علي ادارة الانتخابات القادمة بنجاح موضحا ان جميع شركائها بما فيهم بلاده علي استعداد لتقديم اي دعم تطلبه القاهرة، وانه متفائل جدا بان السلطات المصرية ستجد طريقها لتطبيق افضل ممارسة علي مستوي العالم تحقيقا للتحول الديمقراطي. وعن آخر التطورات بالنسبة للعمل من الانتقال من المساعدة إلي التجارة في برنامة المعونة، شدد نورث أن مصر حققت نموا اقتصاديا واندماجا في الاقتصاد العالمي وهو ما يجعلها لا تحتاج إلي المساعدة مستقبلا ويشير هنا إلي ما اتفق عليه عام 8991 بين مصر و أمريكا للتخفيض التدريجي لمبلغ المعونة بنسبة 5٪ سنويا ولمدة 01 سنوات انتهت عام 8002 ووصل حجم المعونة عام 9002 إلي 002 مليون دولار ليرتفع عام 0102 إلي 052 مليون دولار وهو نفس مبلغ العام الحالي، وحتي ذلك الوقت فنحن وغيرنا من شركاء مصر ندعم تحركها لتطوير وتحسين التعليم والصحة والبنية الاساسية. وأوضح ان حجم مبلغ المعونة خلال الفترة القادمة يعتمد علي الكونجرس وهو محل نقاش حاليا به وقال انه بالرغم من تأثير الثورة علي تطبيق برامج ومشروعات المعونة الا ان ذلك أمر طبيعي فاي تغير يؤثر خاصة اذا كان تغيرا في المسار ولكن اذا كانت المبادئ الاساسية جيدة والشركاء ملتزمون بالاهداف فالاشياء ستعود إلي المسار القديم. ويري ان العلاقات مع مصر اكثر من معونة فهي مشاركة في القيم واهتمام متبادل لتحقيق الاستقرار خاصة ان دور مصر مهم ومقدر علي المستوي الدولي. اتهامات ضد المعونة نورث اشار إلي الاتهامات الموجهة للمعونة ومنها ما يقال عن سوء استخدام اموالها وتوجيهها للخبرة الامريكية مؤكدا ان ذلك ليس صحيحا حيث يتم الاستعانة بالخبرة المصرية كما ان الحكومة المصرية تراقب عملية الانفاق معنا وكذلك اشار إلي الاتهام بتمويل المجتمع المدني دون موافقة الحكومة المصرية.. وهنا شدد علي انه يتم التشاور مع الحكومة المصرية ولا شئ يتم من ورائها.. كما تناول الوسائل الاقتصادية الاخري لدعم مصر ومنها اتفاقية التجارة الحرة وقال انه حتي تنجح مصر نود رؤيتها اكثر تنافسية وفاعلية في التجارة الدولية ولذلك فإن من اهم الطرق لذلك اقامة تجارة حرة معها مشيرا إلي انه بعد زيارة وفد من الكونجرس لمصر مؤخرا تقرر عرض هذا الاقتراح علي الكونجرس وتقديم هذه الاتفاقية اليه. وعن مستقبل المعونة بعد اكثر من 03 عاما.. اكد أن برنامجها قد تغيرت اولوياته كما ان مصر قد حققت تقدما وهي شريك يهتم به الجميع خاصة في أمريكا وخلال الفترة القادمة سيزور مصر العديد من الوفود الامريكية وعلي جميع المستويات. وأكد انه يشعر بالتميز لتواجده بمصر ومشاهدة ذلك التطوير الديمقراطي وتقديم الدعم والمساندة التي تطلبها مصر.. وأهم قطاع سيركز عليه مستقبلا دعم الشباب ومدهم بالتكنولوجيا والتعليم والافكار العلمية.