اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس امس الجمعة معارك مسلحة بين بضع عشرات من المؤيدين للزعيم المخلوع معمر القذافي وقوات المجلس الوطني الانتقالي. وهذا اول مظهر للمقاومة المسلحة للمجلس الوطني الانتقالي في طرابلس منذ سيطرت عليها قواته وانهت في اغسطس حكم القذافي الذي استمر 42 عاما. وعلي الرغم من صغر حجم الاشتباكات وضآلة الخسائر البشرية علي ما يبدو فقد أثارت مخاوف من أن الحكومة الانتقالية يمكن ان تواجه تمردا يقوده الموالون للقذافي. وهرعت قوات من المجلس الانتقالي علي متن شاحنات صغيرة مكشوفة باتجاه الموقع في حي ابو سليم الذي يعد مركزا لمؤيدي القذافي. وقال شاهد إن الجانبين تبادلا إطلاق النار من الأسلحة الآلية والرشاشات الثقيلة. وقال سكان بالمنطقة في موقع الحدث إن مجموعة من نحو 50 مسلحا ظهرت في أبو سليم في وقت سابق وأخذوا يرددون شعارات مؤيدة للقذافي. وقال مقاتلون في المجلس الوطني الانتقالي ان القتال اندلع ايضا في ثلاثة احياء مجاورة. وقال مقاتل من المجلس ان طلب القذافي من انصاره في رسالة الليلة الماضية أن يخرجوا بعد صلاة الجمعة للدفاع عن المدينة.وقد اسفرت الاشتباكات عن مقتل 5 من الثوار و جرح 18 اخرين. يأتي هذا فيما تم الكشف عن مقبرتين جماعيتين بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، واعلن مصدر أمني في طرابلس ان المقبرتين تحتويان علي 009 جثة، وأن جهات التحقيق تتولي جمع الأدلة والملابسات حول مقتل هؤلاء الضحايا. وعلي الصعيد ذاته تعيد قوات النظام الليبي الجديد تجميع صفوفها للقيام بمحاولة جديدة للسيطرة علي مدينة سرت بشكل كامل بعدما تراجعت بضعة كيلومترات في مواجهة القوات الموالية لمعمر القذافي. . وحرك قادة المجلس الوطني الانتقالي الدبابات لاطلاق النار علي مبان من مسافة قريبة لطرد القناصة الباقين من قوات القذافي المحاصرة الان من جميع الجهات في جزء صغير من المدينة.. من جهة أخري قصفت طائرات حلف الأطلنطي مواقع لكتائب القذافي في سرت . وكان الحلف قد نفذ 88 طلعة جوية يوم الاربعاء من بينها 26 طلعة هجومية لتحديد الاهداف وقصفها. وأكد المجلس علي وجود القذافي في ليبيا مشيراً الي أن الثوار سيتفرغون لملاحقته بعد التحرير الكامل لمدينة سرت. من جهه أخري كشف سليمان بوشويقير أول سفير لليبيا في سويسرا بعد الثورة عن أن عملية إعادة بناء بلاده تقدر بحوالي 007 مليار دولار. وأضاف ان هناك تقدير بما بين 005 مليار دولار إلي 007 مليار دولار، وهو مقدار لايمكن لليبيا ان تستوعبة لوحدها. لذلك، هناك حاجة إلي مساهمة شركات اجنبية في عملية إعادة البناء لإعادة الأمور الاقتصادية إلي مجراها الطبيعي في اقرب وقت ممكن.