اليوم.. "إعلام النواب" تناقش أداء وزارة الثقافة في الربع الأول من عام 2024/2025    عن مصير الدولار.. عودة أخرى    اليوم.. "زراعة النواب" تبحث 7 طلبات إحاطة    التفاعل الرقمي للمراهقين.. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون قوة إيجابية أو سلبية؟    بابا من إفريقيا.. هل يحقق الفاتيكان المفاجأة؟    الدلالات الدينية والسياسية لتسميات الحروب الإسرائيلية    متغيرات تزيد تعقيدات الحرب فى السودان    حكاية المباراة رقم (39) فى البريمييرليج!    عملية اختيار مدرب الأهلى الجديد    مواعيد مباريات اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    مدرب ليفربول والريال السابق يرحب بتدريب الأهلي    موعد مباراة النصر القادمة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    بيان من وزارة التربية والتعليم بخصوص واقعة المدرسة الخاصة بالبحيرة    أيام الصحوة الخادعة    تكريم رواد النشر العربى    طفل البحيرة.. والحقائق الكامنة!    وليد سامي يساند مصطفى كامل في معركته لنصرة حقوق الموسيقيين: "متضامنين معاك حتى النهاية"    اليوم.. ندوة ريهام عبد الغفور ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : للصباح كلمة !?    أفضل وأسهل طريقة لتنظيف التكييف في المنزل    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    نبيه: أشكر الجماهير واللاعبين.. وأبحث عن العدالة في الاختيارات    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    «مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا تواضروس يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية    مستشار الرئيس للصحة يكشف حقيقة انتشار مرض الجدري المائي    فريق طبي بأسيوط ينجح في استئصال طحال بوزن 2 كيلوجرام من مريضة شابة    هرمونات تؤثر على وزنك- إليك طرق تحسينها    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    هل يجوز إعطاء الزكاة للمتسولين في الشوارع ؟.. واعظة ب«الأوقاف» تُجيب    مجلس أمناء الحوار الوطني يلتقي وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي    «لا يجوز».. بيان جديد من «السعودية» بشأن حكم الحج بدون تصريح (تفاصيل)    للمشاركة في فعاليات مؤتمر «مجتمعات الفرص 2025».. وزيرة التضامن تتجه إلى سنغافورة    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جوليان أسانج مذكرات الرجل الذي غّير العالم ويكيليكس.. عصر الشفافية أم الفضائح؟!
نشر في أخبار اليوم يوم 23 - 09 - 2011

صرح مؤسس موقع ويكيليكس ، الاسترالي جوليان اسانج في مقابلة نشرتها صحيفة صنداي تايمز،ان هذا المبلغ الذي أخذه من دار النشر سيساعده في الدفاع عن نفسه من الاتهامات بالاعتداء الجنسي في الدعوي المرفوعة ضده في السويد من قبل سيدتين..وقال "لا اريد تأليف هذا الكتاب لكنني مضطر للقيام بذلك" مضيفا انه انفق حتي الآن مئتي الف جنيه في نفقات قضائية ولكنه يجب ان يدافع عن نفسه والمحافظة علي ويكيليكس.
واوضح الاسترالي اسانج حينها انه سيحصل علي 800 الف دولار من الناشر الامريكي الفريد نوبف و325 الف جنيه استرليني من كانون جيت.
ونشرت جريدة اندبندنت عن مصادر لم تسمها ان صاحب الكتاب لم يكن راضيا عما احتواه الكتاب من مسائل شخصية كثيرة وانه لم يخرج بالشكل السياسي الذي كان يأمله.
الضجة التي اثارها الكتاب لم تطل اسانج فقط انما الكاتب الذي وثق هذه المقابلات حيث اعرب عن تخوفه من ان تصنف هذه المذكرات بانها غير مرخصة وانه لم يصدر اذن بنشرها.
عقود بالملايين
وقد دافعت دار النشر مرارا وتكرارا عن موقفها فيما يتعلق بحق النشر حيث اكدت انه لم يرد الاموال التي دفعها للمحامين ومن ثم يكون للدار الحق في نشر هذه المذكرات كما انها ارتبطت بعقود بالملايين مع موزعين اخرين ودور نشر اخري. وذكرت كانونجيت انها اعطت له مهلة شهرين لاضفاء التعديل المناسب الذي يراه الا ان الوقت مضي دون ان يقدم اي جديد. وتشير ايضا الي انها تعتبر العقد لايزال ساريا وهذا يعني حصول اسانج نفسه علي مبالغ طائلة نظير نشر الكتاب الذي سيتم توزيعه في العالم اجمع.
جريدة جارديان البريطانية من جانبها نفت ما نشرته اندبندنت حول رغبة اسانج في فسخ العقد حتي انها "جارديان" وضعت رابطا علي موقعها الالكتروني للقصة الخبرية التي نشرتها الاندبندنت لتؤكد ان جوليان لم يكن ممانعا للتفاوض مع دار النشر بل علي العكس فقد اتفق الطرفان علي ابرام عقد جديد بحيث تكون عدد كلمات الكتاب 150 الفا بدلا من مئة الف وان اسانج اتفق في مكالمة هاتفية مع صاحب دار كانونجيت وانه اقترح في السابع من يونيو الماضي ابرام عقد جديد وان اخر حديث دار بينه وبين ممثل الدار في السادس عشر من يوليو الماضي،كان وديا للغاية وتم خلاله التأكيد علي انه لن يتم نشر اي تفاصيل دون موافقته وانه يمكن كتابة عقد جديد بتوقيت جديد لنشر الكتاب.
وتكمل جريدة جارديان في موقعها الذي خصصت به جزءا يتم تحديثه اتوماتيكيا كل دقيقة حول كل ما يتعلق بهذا الموضوع ان الدار منذ ذاك الحين تجنبت الحديث مع اسانج وتهربت منه بشتي الطرق وهو ما يؤكد انها كانت تنفذ سرا مخططا هدفه نشر المذكرات في شكلها الحالي وبدون موافقته.
وتعرض جارديان فصلا في الكتاب عنوانه "دماء" ويتناول قضية الاغتصاب المتهم بها اسانج وكيف التقي المرأة الاولي التي يشار اليها ب"السيدة أ" والسيدة الثانية التي يشار اليها في الكتاب والوثائق القانونية ب "السيدة و".
ويقول اسانج انه وعد السيدة »أ« بالاتصال بها الا انه لم يقم بذلك "وقد وصف هذا التصرف بانها اغلي مكالمة لم يقم باجرائها".وفي نفس الفصل تحدث اسانج عن ان احد رجال المخابرات اخبره ان الولايات المتحدة عاقدة العزم علي التعامل معه بشكل غير قانوني وهذا يشمل تلفيق اي قضية له.
والكتاب مكون من 70 الف كلمة، 339 صفحة وهو من وجهة نظر الجارديان كتاب سطحي هش خاصة انه يعتمد علي مقابلات اجريت قبل شهر نوفمبر الماضي ويركز علي فترة المراهقة في حياة جوليان اسانج وبدايات ويكيليكس.
ويوجه الكتاب نقدا حادا للعديد من الجرائد خاصة "جارديان" وبعض الجرائد الاخري كنيويورك تايمز ودير شبيجل الالمانية وهؤلاء كانوا من اوائل الصحف التي نشرت من خلالها وئائق ويكيليكس.
ولعل اكثر الجرائد التي حظيت بنصيب من النقد في الكتاب كانت جارديان نفسها التي اعترض اسانج علي تركيزها انفرادها بنشر الوثائق اكثر من محتوي الوثائق نفسها،كما انه يعتبر ان الصحفيين في الجرائد التي انفردت بنشر الوثائق ليسوا رجال شرف انما رجال يعملون في مهنة تقتضي ان تكون شريفا.
ويروي اسانج في كتابه ان ويكيليكس تعد انعكاسا لحياة المراهقة والجهود التي بذلها من اجل ان يخرج هذا المشروع للنور.ولان الكتاب يتناول حياة اسانج الشخصية قبل ويكيليكس فهو يحكي فيه عن الرجل الذي كان يطارده هو و امه وكيف ان سنوات عديدة كان من المفترض ان يقضيها دون تعقيد تحولت لسنوات من الخوف،وان سبيله الوحيد للهروب كان الكمبيوتر حيث كان اينما يذهب معه جهاز الكمبيوتر الخاص به وصندوق لاقراص الحفظ التي كانت تستخدم حين ذاك لحفظ البيانات "فلوبي ديسك".
ويقول اسانج انه بدأ مبكرا في اختراق اجهزة الكمبيوتر وانه وجد نفسه مستمتعا في القيام بهذا الامر وان مسالة الاختراق هذه تحولت من مجرد وسيلة لقضاء الوقت لحلم تغيير العالم.
ولانه تجاهل الحديث عن عائلته في الكتاب يبرر اسانج ذلك بان هذا الكتاب عن كونه صحفيا ومحاربا عن الحرية ولهذا لا يوجد مكان لابنائه او اي شخص اخر يهتم بامره "وهم كثر" وفقا لما جاء بالكتاب.
معلومات مثيرة
وكان موقع ويكليكس وصاحبه جوليان أسانج موضوعاً لكثير من الكتب التي صدرت نظراً لما أثارته تسريباتها من حراك سياسي وردود افعال علي مستوي العالم . الهمت هذه المؤسسة ووثائقها وصاحبها العديد من الكتاب و الصحفيين والمؤلفين الذين وجدوا فيها مادة دسمة لكتبهم . من أبرز هذه الكتب ، كتاب "ويكيليكس وعصر الشفافية"، من تأليف "ميكا سيفري"، مؤسس ومحرر منتدي "بيرسونال ديموكراسي"، وهو موقع علي شبكة الإنترنت يبحث في الطريقة التي تغير بها الشبكة السياسة والمجتمع .
يقول ميكا إن فكرة الكتاب راودته عندما رأي كيف حظيت الرسائل والوثائق السرية التي سربها موقع ويكيليكس باهتمام دولي غير مسبوق ، و تابع تفاصيل الجدال الذي أثاره نشر تلك الوثائق، والحرج الذي سببته للعديد من الحكومات والأنظمة ، لذلك قرر ميكا تقديم المزيد من المعلومات عن هذا الموقع المثير للجدل.
ويقدم الكاتب في الصفحات الأولي تعريفاً بمؤسسة ويكيليكس التي يري ان موقعها معني بكشف الفضائح والانتهاكات التي ترتكبها المؤسسات أو الحكومات، لكن لهدف نبيل هو الترويج لمبادئ الشفافية ومقاومة القمع ، والعمل علي وضع نهاية لهذه الانتهاكات التي ترتكب ضد حقوق الإنسان . كما يقول الكاتب ميكا ان الموقع الذي تأسس في يوليو 2007 باشر نشر المعلومات، وخوض المعارك القضائية والسياسية، لحماية المبادئ التي قام عليها، أي "المصداقية، وشفافية المعلومات والوثائق، وحق الناس في خلق تاريخ جديد".
ويقول المؤلف ، إن مهمة ويكيليكس لم تتوقف عند كشف الفضائح والأسرار، لكنها امتدت لمحاسبة المؤسسات والأنظمة المنتهكة ووضعها في موقف الدفاع عن النفس أمام شعوبها، مما يقلل بالتأكيد من شهيتها لارتكاب مزيد من الانتهاكات. ويري ميكا سيفري أن هذا الموقع ليس سوي جزء من حركة تغيير ضخمة للطريقة التي يتواصل بها الناس، والجماعات، بعضهم ببعض، وهي تغييرات يراها صحية وهامة لنمو المجتمع وانفتاحه .
دفاع عن الشفافية
ويقول المؤلف إنه وضع كتابه منطلقاً من "الخنادق الأمامية التي تكتظ حالياً بتشكيلة واسعة من النشطاء المدافعين عن الديمقراطية والشفافية، في مختلف أنحاء العالم، والمنهمكون في الكشف عن مزيد من الأسرار والانتهاكات مستخدمين أدوات جديدة لفتح أبواب وخزائن أسرار مؤسسات وكيانات قوية، اعتادت العيش في بيئات مغلقة وراء أسوار كثيفة من الحماية والسرية".
ويضيف " إن التطورات الهائلة في تقنية الاتصال زادت قدرة الأفراد والجماعات علي التواصل في أي وقت، وبيسر لم يكن متاحاً من قبل، فأصبحت المعلومات تتدفق في المجال العام، بفعل شبكات لا حصر لها من الناس المنتشرين في مختلف أنحاء العالم. وأفراد تلك الشبكات -كما يقول- يتعاونون مع بعضهم بعضاً، لتقاسم البيانات والمعلومات الحيوية من جهة، والعمل من جهة أخري علي حرمان المؤسسات والأنظمة الفاسدة من القدرة علي إخفائها.
ويضيف المؤلف إن المؤسسات والأنظمة أدركت أنه ليس من بديل أمامها سوي القبول بهذه الحقيقة، والعمل علي التكيف معها. ويؤكد أن عصر الشفافية لم يبدأ لأن هناك موقعاً إلكترونيا عابراً للقوميات مهمته كشف الأسرار والفضائح، مثل ويكيليكس، وإنما لأن الطريقة التي يتم بها إنشاء وصيانة تلك الشبكات قد باتت معروفة ومنتشرة علي نطاق واسع، ومتاحة لمن يرغب في إنشاء موقع إلكتروني مشابه لويكيليكس. فعصر السرية وحجب المعلومات بدأ يتآكل ويتداعي تدريجياً لصالح عصر جديد من الانفتاح والشفافية وتقاسم المعلومات.
ويري المؤلف أن العالم قد وصل إلي نقطة مفصلية في هذه العملية، وأن المسئولين الأمريكيين والأوروبيين الذين طالما دعوا الحكومات القمعية -دونما جدوي- للانفتاح والشفافية، باتوا الآن يشعرون بالذهول وهم يرون أن موقعاً لكشف الانتهاكات والفضائح قد حقق ما لم يتمكنوا من تحقيقه خلال سنوات.
في نهاية الكتاب يقول المؤلف إن هناك موقفين متناقضين تجاه ويكيليكس والمواقع المشابهة: الموقف الأول يتبناه فريق يشمل دولاً ومنظمات وأفراداً، يرون جميعاً أن مثل هذه المواقع قد باتت ضرورة لا غني عنها في عصر الشفافية والسماوات المفتوحة. وفريق آخر يري أن الشفافية يمكن تحقيقها من خلال وسائل أخري أقل ضرراً، مثل الدعوة لحرية شبكة الإنترنت ومواقع التواصل، فحينها ستنتفي الحاجة إلي مواقع مثل ويكيليكس، لأن تكاثر تلك المواقع وانخراطها في أنشطة الكشف والفضح، يمكن أن يخلق حالة من الفوضي غير المسبوقة في العلاقات الدبلوماسية الدولية، تغلب عليها العشوائية.
ورغم أنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بالاتجاه الذي ستمضي فيه الأمور، فإن المؤلف يتمني أن يكون قد حقق في كتابه هذا فهماً أفضل للطريقة التي وصل بها العالم لواقعه الحالي، وأن يكون هذا الكتاب معيناً في رسم خريطة طريق، أكثر وضوحاً، نحو المستقبل.
تحدي المخابرات الأمريكية
وقد سبق لصحيفة الجارديان ان نشرت كتاباً ركزت فيه علي جوليان أسانج صاحب الموقع الشهير تحت عنوان "من الداخل : حرب أسانج علي السرية " من تأليف وتحرير الصحفيين الشهيرين ديفيد لي و لوك هاردينج وكلاهما حاصل علي العديد من الجوائز الصحفية . وقد وصفت مجلة فانيتي الكتاب بأنه أحد أعظم الكتب التحليلية التي نشرت في الثلاثين عاما الأخيرة .
يقول أحد مؤلفي الكتاب : "ان هذا الكتاب سيجعلك أقرب للحقيقة مما كنت تتوقع ". وهو يكشف للمرة الاولي كيف قام أسانج بعمل صفقات سرية في أحد الفنادق البليجيكية ، بهدف تحدي أعظم قوة في العالم ، واطلاق فيضان من الملفات التي لا يمكن ايقافها والتي تحوي معلومات عسكرية ودبلوماسية تنشر علي صفحات جريدة جارديان ، ونيويورك تايمز ودير شبيجل .
كما يكشف الكتاب عن مدي خوف أسانج من وكالة الاستخبارات المركزية التي كانت تصيبه بالعصبية ، لدرجة انه أضطر للتنكر في زي أمرأة مسنة بشعر مستعار حتي يتمكن من السفر الي "الينجام هول " وهو مكان في نورفولك يقوم بالبث منه لجميع انحاء العالم .
لا يغفل الكتاب بالطبع التحدث عن حياة أسانج الخاصة حيث تناول التقاء والده ووالدته خلال حرب فيتنام في سيدني باستراليا عام 1970 ثم زواج والدته كريستين في وقت لاحق بصاحب مسرح للعرائس ويدعي بريت أسانج وهو الاسم الذي استخدمه كواجهة لتسجيل موقع ويكيليكس.
وقد اكتسبت الوثائق التي تقوم بتسريبها ويكليكس أهمية خاصة لدي المواطن العربي عندما بدأت بالكشف له عن أحداث و اتفاقات و أسرار بين الحكام العرب لم يكن علي علم بها من قبل .
فضائح الموساد
وقد حظت مصر بنصيب كبير من هذه التسريبات كان أحدثها ما نشر عن برقية سرية بعث بها السفير الأمريكي الأسبق لدي مصر فرانسيس ريتشاردوني إلي بلاده حول تحذير الرئيس السابق حسني مبارك لنظيره السوري بشار الأسد من خطورة استضافته لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. وطبقاً للوثائق فقد حذر مبارك بشار الأسد من أنه سيدفع ثمنا باهظا جراء استضافة دمشق لمشعل، واصفا قيادة حماس بأنها "غير جديرة بالثقة".
وأوردت البرقية السرية تصريحات لمبارك حول سماعه لطنين الطائرات الإسرائيلية في سماء دمشق خلال تحدثه مع الأسد هاتفيا. وأضاف ساخرا أيضا "بالتأكيد ظن الأسد أنني قد دبرت هذا الأمر مع الإسرائيليين، وهذا أصابه بالفزع".
وأوضح السفير الأمريكي الأسبق لدي مصر أن مبارك طرح أيضا تحذير رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان لمبعوث الرئيس الأسد من خطورة وجود مشعل في سوريا علي نظام الأسد نفسه.
وحول أزمة غزة، قال مبارك بحسب ما أوردت ويكليكس إن تركيا وقطر تحاولان حل أزمة القطاع، معتبرًا سعيهما هذا من قبيل الحفاظ علي هيبتهما وسمعتهما القومية أكثر من حرصهما علي الفلسطينيين. وذكرت البرقية الأمريكية أن مبارك انتقد الفلسطينيين تاريخيًّا، كما انتقد العرب لتقديمهم المال لهم.
وتقول الوثائق أن الرئيس المصري السابق أكد خلال لقائه بالمدعي العام الأمريكي ألبرتو جونزاليس عام 2006 أن الفلسطينيين يهتمون فقط بالحصول علي مال العرب. وحذر من خطورة التصعيد من جانب "حماس"، مشيرا إلي وصول الأمور لنقطة اللاعودة.
وطلب مبارك من جونزاليس أن تعمل الولايات المتحدة علي تهدئة إسرائيل، معربًا عن قلقه من احتمالية اجتياح عناصر من سكان غزة معبر رفح.
وأشار مبارك إلي جهوده الشخصية للعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين لإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، وكشفت الوثائق أيضا سخرية مبارك من إصرار حماس علي الحصول علي ضمانات دولية.
وفيما يتعلق بالعراق ، جاء في وثائق ويكليكس أيضا، تأكيد مبارك علي حاجة العراقيين إلي سلطة مركزية تحكمهم، معتبرًا أنهم بحاجة إلي قائد قوي لا إلي نظام ديمقراطي لا مركزي علي الطريقة الأمريكية.
وحذر الرئيس السابق جونزاليس من مغبة الوثوق بالشيعة، قائلاً بحسب الوثيقة "إن الإسلاميين سيطعنونك في الظهر".
الاردن وإسرائيل
كذلك سربت ويكليكس وثيقة سرية صادرة عن السفارة الأمريكية بعمان تفيد بأن الحكومة الأردنية وكبار المسئولين في الدولة أطلعوا وفداً اسرائيلياً في 2009 علي تطوير برنامج للطاقة النووية في الأردن.
وتقول الوثيقة التي كتبها السفير الأمريكي في عمان "ستيفن بيكروفت" بأن الأردنيين والصهاينة اتفقوا علي تشكيل ثلاثة فرق تقنية وإجراء تبادلات بين الأردن والصهاينة؛ من شأنها أن تساعد في معالجة بعض من القضايا المتعلقة بالبيئة وعلم الزلازل والمتطلبات المالية. وتشير الوثيقة نقلا عن السفير الاسرائيلي بعمان "يعقوب روزن" بأن هنالك عدم فهم لدي الأردنيين بالقضايا المتعلقة بالبيئة وعلم الزلازل والمتطلبات المالية.
وتبين بأن هناك اجتماعا جمع الوفدين الأردني والصهيوني، حيث حضر عن الجانب الأردني كل من "خالد طوقان" رئيس هيئة الطاقة النووية الأردنية JAEC كمال الأعرج، مفوض هيئة الطاقة النووية الأردنية، فايز البطاينة من وزارة المياه والري وجعفر حسن من الديوان الملكي، فيما ضم الوفد الاسرائيلي كلا من رئيس هيئة الطاقة النووية الاسرائيلية وخبراء في الترخيص والسلامة والجيولوجيا.
وبحسب الوثيقة التي سربها الموقع فقد وافق الوفدان علي تشكيل ثلاث مجموعات عمل حول الجيولوجيا وتحديد المواقع والمياه والتنظيمات بحيث تجتمع كل ستة أشهر، بالإضافة إلي ذلك، وافق الأردنيون دعوة للنظر في أجزاء البرنامج الاسرائيلي النووي في 2009 وتشمل نظائر لأغراض البحث الطبي والتي تتوقع الحكومة الأردنية أن تسعي في تحقيقها بمجرد أن تحصل علي مفاعل للأبحاث بقوة 10-50 ميجاوات.
وثيقة أخري نشرها الموقع وتناولتها صحيفة جارديان بالتفصيل كشفت عن اتهامات مصرية تجاه قطر بمساعدة حماس في التخطيط للسيطرة علي غزة في صيف عام 2007 وتواطؤها مع مخطط حزب الله لشن هجمات في مصر . أيضا اشتملت الوثيقة علي مخاوف مصرية من تنامي الجهود القطرية للوساطة في السودان وفيما اعتبرته القاهرة تدخلا في مجال النفوذ المصري..وذكرت الوثيقة أن رئيس الوزراء القطري أشار إلي أن الاتهامات المصرية كانت محاولات من عناصر غير محددة لإلهاء الرأي العام عن إخفاقات الحكومة المصرية داخلياً. ورفض الاتهامات المصرية ووصفها بأنها سخيفة، ولم يظهر أي محاولة للتصالح مع المصريين خارج الإلتزام بالوحدة العربية.
وكشفت الوثيقة إصرار رئيس الوزراء القطري علي إلقاء اللوم علي عنصر غير محدد داخل النظام المصري، وتحميله مسئولية الخلاف، في حين أعرب عن إعجابه بالرئيس السابق حسني مبارك، وعلقت "الجارديان" أن رئيس الوزراء القطري قد حاول بلا شك إظهار احترامه لقائد عربي وتجنب الظهور في خصومة شخصية معه. وأضافت الصحيفة أنه علي العكس من الظاهر، فإن حمد بن جاسم أنكر أن قطر حاولت استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة في الدوحة بعد بدء حرب غزة لمنافسة المؤتمر الآخر الذي عقد في مصر. .وقالت »الصحيفة البريطانية« إنه في محاولة منه لإظهار عدم اكتراث قطر بالتوترات وقتها، قال رئيس الوزراء إن النزاع من الممكن حله لكنه لم يكن يعلم إذا كان سيستغرق يوماً واحداً أو 10 سنوات. وكشفت الوثيقة أن رئيس الوزراء القطري قال إنه اجتمع مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان في لقاء توسط فيه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. ورغم أنهم تحدثوا في كل شيء، إلا أنهم لم يتفقا علي أي شيء.
جواسيس أمريكا
وقد كشفت برقية أرسلتها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عام 2009 خلال حكم الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما إلي البعثة الأمريكية لدي الأمم المتحدة وسفاراتها حول العالم، طلبت فيها من هذه الجهات التنصت والتجسس علي الجهات المعنية كالأمم المتحدة.
ويعكس "دليل جمع المعلومات الاستخبارية عن الأشخاص" Humint Collection Directive "نتائج مراجعة واشنطن الأخيرة لاحتياجات وضرورات كتابة وجمع التقارير المتعلقة بالأمم المتحدة"، بحسب إحدي البرقيات التي حصل عليها موقع "ويكيليكس"..وتراوحت المعلومات التي طلبتها الوزيرة كلينتون بين جمع البيانات الخاصة والشخصية، مثل أسماء الدبلوماسيين وعناوينهم وحتي أرقام بطاقات اعتمادهم، بل ومعلومات بيولوجية، كالحمض النووي DNA والبصمات والتواقيع وبيانات بصمة العين.
وصنفت البرقية التي جاءت موقعة ببساطة باسم "كلينتون"، ضمن الوثائق السرية والتي يجب ألا يطلع عليها أجانب، وتم إرسالها إلي 33 بعثة دبلوماسية أمريكية حول العالم وللبعثات الدبلوماسية الأمريكية في الأمم المتحدة في نيويورك وفيينا وروما.
وفي صفحة علي تويتر، نفي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن يكون الدبلوماسيون الأمريكيون قد قاموا بجمع معلومات استخباراتية.وقال: "بخلاف ما ورد في موقع ويكيليكس، فإن دبلوماسيينا لم يكونوا عناصر استخبارات."
وقلل المتحدث من أهمية البرقية المذكورة بالقول: "إن الدبلوماسيين يجمعون معلومات ذات علاقة بسياساتنا وتصرفاتنا، وهي مهمة يقوم بها كافة الدبلوماسيين."
اتفاق استعماري
وكشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن هناك اتفاقاً سرياً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يستمر بمقتضاه توسيع المستوطنات.
وجاء في البرقية الدبلوماسية السرية التي نشرها ويكيليكس أنه يوجد اتفاق سري بين تل أبيب وواشنطن حول استمرار ما يسمي ب"النمو الطبيعي" في المستوطنات..وتضيف البرقية الصادرة من السفارة الأمريكية في باريس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ مسئولاً فرنسياً بأنه يوجد اتفاق بين واشنطن والإسرائيليين حول استمرار "النمو الطبيعي" في المستوطنات، وهو ما يتعارض مع مطالب معلنة من جانب الإدارة الأمريكية لإسرائيل بتجميد الاستيطان.
وأظهرت برقية أخري مرسلة من السفارة الأمريكية في تل أبيب قبل عام أن أمريكا شككت في التزام إسرائيل بعملية السلام في الشرق الأوسط بسبب خلافات حول المستوطنات.
وجاء في الوثيقة أيضاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدعو لإجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكنه لن يوافق علي تجميد كامل لأعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية..وكشف ويكيليكس أن رئيس الأمن الداخلي الإسرائيلي يوفال ديسكن اعترف بأن جهازه تعاون بشكل وثيق مع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، في محاولة للقضاء علي كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- خلال معارك 2007 بين الأخيرة وحركة التحرير الوطني "فتح" بقطاع غزة..وأضاف ديسكن وفقاً لوثيقة أخري أرسلت بتاريخ 13 يونيو 2007 أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تطلع إسرائيل تقريباً علي "كل المعلومات الاستخبارية التي يتم جمعها".
ونسبت الوثيقة إلي المسئول الإسرائيلي وصفه مسئولي السلطة الفلسطينية بأنهم "يدركون أن أمن إسرائيل أمر محوري لبقائهم في الصراع مع حماس في الضفة الغربية".
وقد صدرت هذه البرقية في أوج الصراع المسلح بين فتح وحماس بقطاع غزة قبل أن تسيطر عليه الأخيرة عليه يوم 15 يونيو 2007.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.