الخميس الماضي، التقيت الدكتور صفوت حجازي فقيه الثورة وقد صحبني خلال اللقاء سعد طعيمة وكيل مؤسسي حزب شباب الثورة، حيث تزامن لقاؤنا مع موعد المحاور الكاتب الصحفي مجدي العفيفي، الذي اقتحم عقل الشيخ الفقيه، في محاولة لاكتشاف صندوقه الأسود، بحثا عن أسرار شخصيته، ليحصد درر فكره، للكشف عن حقيقة ملامح ثورة الشعب في 25 يناير. قال الدكتور صفوت أنه حريص علي الدعاء، منذ زمن بعيد: " اللهم استخدمنا، ولا تستبدلنا"، وأكد أنه استشعر إجابة الله لدعائه في ثورة 25 يناير، لتؤكد أن مفجرها هو الله، وهذا خير ضمان للحفاظ عليها، وأنه لن ينال منها أحد، مهما عظم شأنه، سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو هيئات أو دولا، وقد صدق في برهانه، حيث استخدم الله الشعب وشبابه والجيش، لتكون الثورة، ومن هنا كانت حماية الله لها. حقا إن الثورة المصرية في معية رب العباد، وهذا سر فشل مكائد العابثين، إن مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله، فلنتمسك بمكاسب ثورتنا، فما أحلاها الحرية، وما أروعها العدالة الإجتماعية، ولنسجد شكرا لإرادة الله التي نصرت الشعب علي الطغيان. هكذا وجدت قناعة الفقيه، واطمأنت نفسي، ولم لا؟، وهو المجتهد بفكر عالم، زاده الله علما، وأضاء بصيرته لخير أمته، بمشاركة مجتمعية تسعي إلي صياغة وجدان الوطن والمواطن، باختلاف طوائفه وأطيافه، مؤكدا علي حماية حقه في إبداء رأيه، وطرح أفكاره، دون إقصاء لأحد، من منطلق أن الوطن للجميع، ويحتاج لكل السواعد. نعم، إن الله أكرم مصر برجال ونساء، وشبان وبنات، حملوا حياتهم علي أكفهم، ليقدموها فداء لبلدهم، من أجل الخلاص من قهر الفساد والمفسدين.. هكذا كان تأكيد الدكتور صفوت، بوصفه مشهد ميدان التحرير، وهتاف المصريين: " الشعب يريد.. إسقاط النظام"، مذكرا بأن حدث الثورة أعاد لذاكرة الوطن صيحة " الله أكبر" التي كانت سر النصر في حرب السادس من أكتوبر، وأرهبت عدو الله وعدونا. لقد اطمأنت نفسي، واستشعرت الأمان علي الثورة من أية أخطار تتهددها، بما تأكد من ثقة في قدرة هذا الشعب، ويقينا وإيمانا بشبابه، لنجد أن زهاء الأمة العربية قادم، وهو ما تشير إليه شواهد المجريات علي ساحة المنطقة، فمارد إرادات الشعوب انطلق، ولن يوقفه طغيان، وليعلم كل منا أن تمسكنا بما أراده الله لنا فرض عين، ويجب علينا التمسك به، ولزاما أن نتماسك، حتي نعلي نداء الحق، في مواجهة قاهرة للباطل. لقد آن الأوان ألا يعلو صوت فوق صوت العقل، مؤيدا بثقة في الله، تحتم علينا ثورة للمعرفة، وثورة للتطهير، وثورة لتغيير الأنفس، وثورة علي الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وثورة علي الفوضي، وثورة علي الفساد أينما كان، لنصدق الله، عرفانا بجميله علي استخدامنا وعدم استبدالنا، وحمدا لله، وليحفظ الله مصر وثورتها، ولنشارك الشيخ الفقيه دعاءه، وبارك الله في صدقه.