خيري شلبي كاتب وروائي مصري، له واحد وسبعون كتابًا، وحصد العديد من الجوائز الادبية الرفيعة من أشهر رواياته: السنيورة، الشطار، الأوباش، الوتد،، ثلاثية الأمالي »أولنا ولد - وثانينا الكومي - وثالثنا الورق«، لحس العتب، بغلة العرش، موت عباءة، منامات عم أحمد السماك، بطن البقرة، نعناع الجناين، صهاريج اللؤلؤ،واسطاسية.. بالإضافة إلي عدد من المجموعات القصصية مثل صاحب السعادة اللص، المنحني الخطر، سارق الفرح، أسباب للكي بالنار، الدساس، أشياء تخصنا، قداس الشيخ رضوان، وغيرها.. وعدد من المسرحيات مثل صياد اللولي، المخربشين، غنائية سوناتا الأول. في هذه الأيام قرر كاتبنا الكبير ان يكتب مذكراته فأصدرت له الهيئة العامة للكتاب الجزء الأول منها تحت عنوان " أنس الحبايب ".. كتاب "أنس الحبايب" يحتوي علي سبعة فصول، ليست من تأليف الكاتب وإنما هي فصول من سيرته الذاتية، الحافلة بالعديد من الأحداث والشخصيات والمواقف الإنسانية، حيث اشتغل الكاتب في عديد من المهن وتقلب في عديد من الاحوال وكابد الكثير من العناء والشقاء قبل أن يصبح كاتبا متصلا اتصالا وثيقا بالشوارع والحارات والأزقة والأكواخ يغوص فيها وفي قاع الحياة غوص خبير بها يطالعنا علي ما لم نكن رأيناه من حقائق الحياة .ويأتي اهداء كتابه الي التربوي القدير ابن قرية شباس عمير الأستاذ عبد الصمد أبو سليمة أحد بقايا سلالة أولئك الأحباب . يتحدث الفصل الأول عن التحاقه بمدرسة عبدالله نديم عام 1944 وحصوله علي الشهادة الابتدائية، وفي الفصلين الثاني والثالث يتحدث شلبي عن الشخصيات التي أضاءت أيام طفولته وصباه، ويتحدث أيضا عن عائلته وأهل بلدته، ويتناول ثورة يوليو وكيف أثرت في إدراكه ووعيه بما يدور في البلاد وفي الدنيا. في الفصلين الرابع والخامس يتحدث عن ذكرياته مع الأدب والكتب التي سحرت خياله ومنها ألف ليلة وليلة التي جعلت الكاتب يتخيل خروج النداهة له من بين صفحات الكتاب، ويتحدث كذلك عن الحكايا والطرائف والأمثال والفلكلور الشعبي ويحكي عن لجوء أهل البلدة للعرافين وفتح المندل عند حدوث سرقات في القرية. أما الفصلان السادس والسابع من الكتاب فيتناول فيهما كتابته للقصة التي وصفها بالرومانسية، ويحكي كيف أعطاها لصديقه إسحاق ليأخذ رأيه فيها، ثم يتحدث عن أساتذته في معهد المعلمين العام بمدينة دمنهور وكيف كان لهم من تأثير ايجابي علي تكوينه الفكري والثقافي حينما يقول: كان الأنصاري - وهو اسم أستاذه - نموذجا للمعلم الذي جمع في شخصيته بين إمكانات المعلم واتساع أفق الأستاذ فلئن كانت وظيفة المعلم أن يعلمك مبادئ الأشياء فان وظيفة الأستاذ أن يستنفر قدراتك الخلاقة علي الاستخدام الصحيح للمنهج العلمي ويوجهك إلي المناطق البحثية الجديرة بالدرس. يقول في سطور كتابه : حقا لقد كان الأنصاري محمد إبراهيم نموذجا للمعلم الذي وصفه أمير الشعراء احمد شوقي بأنه المعلم الذي كاد أن يكون رسولا كان أستاذا حميما يمارس التدريس باستمتاع شخصي لا يتوفر إلا عند من يحبون عملهم.