التطورات المتلاحقة والاحداث الساخنة علي الحدود المصرية الاسرائيلية تعكس اصرار اسرائيل علي توريط مصر في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بشكل يصب في مصلحة الاحتلال ويدفع مصر الثورة للدخول في مواجهات مفتعلة بشبه جزيرة سيناء! هدف اسرائيل واضح ، وهو محاولة التنصل من مسئوليتها كقوة احتلال يمكنها، بل ويجب عليها، انهاء هذا الصراع من خلال الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وايضا محاولة عرقلة ثورة 25 يناير المصرية ومنعها من تحقيق طموحاتها حتي لاتستعيد مصر مكانتها الطبيعية الرائدة وهو مايمثل خطرا علي الاطماع الاسرائيلية في المنطقة. يقود هذا المخطط الصهيوني ضد مصر وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان الذي يري ان غزة هي المشكلة الحقيقية التي تواجهها اسرائيل، خاصة بعد سيطرة حركة حماس عليها، وبعد ان التزمت السلطة الوطنية بتهدئة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة. فخلال عشر سنوات لن تستطيع تلك المساحة المحدودة من الارض في القطاع، والتي تشهد اعلي معدل للكثافة السكانية في العالم ، ان تستوعب سكانها الفلسطينيين الذين لن يجدوا امامهم سوي الكفاح لاستعادة اراضيهم التي اغتصبتها واحتلتها اسرائيل. لذلك، طرح ليبرمان علي اصدقائه الامريكيين خطته الشيطانية حول ما يسمي بمبادلة الاراضي وان يتم ضم جزء من سيناء الي غزة مقابل ان تقدم اسرائيل لمصر مساحة بديلة من الارض في صحراء النقب.وفي اطار هذا المخطط ، بدأ التلويح بتقديم مساعدات لمصر تصل الي 100 مليار دولار هي في واقع الامر ثمن تخليها عن جزء من ترابها الوطني. وواضح تماما ان الهدف الوحيد لهذه الخطة هو خدمة المصالح الاسرائيلية والتعامل مع قضايا شديدة الحساسية مثل السيادة والتراب الوطني علي انها مسائل قابلة للبيع والشراء وهو نفس منطق المرابي اليهودي شايلوك في رائعة شكسبير تاجر البندقية. ويبدو ان التاريخ اليهودي الطويل فيما يسمونه بالشتات جعلهم يفتقدون اي احساس بقيمة التراب الوطني ويتصورون امكانية التخلي عنه سواء مقابل اي مساحة من الارض او مبلغ من المال!! ولكن الحقيقة التي لايعرفها الاسرائيليون هي ان اراضي الدنيا كلها لاتعوض شبرا واحدا من ارض الوطن واموال العالم كله لاتساوي حبة رمل واحدة من تراب هذا الوطن. ومن اجل ابتزاز مصر الثورة واجبارها علي التفكير بجدية في المخطط الصهيوني ، اخذت اسرائيل تصعد الموقف علي الحدود وتتهم مصر بالتقصير في التصدي للعمليات الارهابية التي لا يستبعد الكثيرون ان تكون من تدبير الموساد بما في ذلك العملية الاخيرة في ايلات والتي اتخذت اسرائيل منها ذريعة لقتل خمسة من افراد الامن المصريين علي الحدود. وفي نفس الوقت، أخذت اسرائيل تدعم عناصر مشبوهة في سيناء لمهاجمة قوات الامن المصرية .. وأكد قادة اسرائيل استعدادهم لزيادة اعداد القوات المصرية المسموح لها بالتواجد في سيناء ولكن مع شرطين اساسيين . الاول هو ان يكون هذا التواجد المصري مؤقتا والثاني ان تكون مهمة القوات المصرية الوحيدة هي حماية الحدود الاسرائيلية متجاهلين حقيقة ان حماية حدود اسرائيل هي مسئولية اسرائيلية في المقام الاول والاخير.