أقرأ منذ أيام تاريخ بعض الثورات.. وأهم درس تعلمته حتي الآن هو أن الثورات الناجحة التي تصنع التاريخ هي التي لا ينشغل المؤمنون بها بالاحداث اليومية ويستهلكون كل طاقاتهم في ردود الافعال ويتناسون الاهداف الأساسية والعمل بها.فالتاريخ لن يذكر لنا كم مرة سخرنا من الفنان فلان الفلاني لموقفه من الثورة بل سيذكر لنا كيف استطعنا التأثير علي صناع القرار لتحقيق العدالة الاجتماعية. الكلام لوائل غنيم - أبرز مفجري ثورة 52 يناير - في صفحته علي الفيس بوك. أعجبتني طريقته في التفكير والتعبير.. وإصابته المباشرة للهدف. صحيح.. أين نحن من شعار الثورة »خبز وحرية وكرامة«. لا يمكن تحقيق الحرية والكرامة دون تصحيح العدالة في المجتمع بمعني أصح ان الانسان لا يحيا أساسا بدون خبز. توقعنا ان تنحاز الثورة إلي البسطاء الذين ارتفع سقف أحلامهم.. ولا تنشغل عنهم الحكومة والقوي السياسية بخلافات حول الدستور والانتخابات.. والعراك بين الاسلام السياسي والليبرالية. الناس تئن من الغلاء والبطالة ومصاريف العلاج.نحتاج لخبراء متخصصين يحددون الخطوات الأولية السريعة التي يمكن ان نخطوها في مكافحة الفقر وإعادة توزيع ثروات البلاد. يجب ان تنحاز الحكومة للفقراء والمعدمين وإلا سوف يحدث ما لا تحمد عقباه. أقترح صرف معاش شهري معقول للأسر المعدمة، وإنشاء بنك للفقراء، وتقديم قروض بفائدة صغيرة للشباب. المواطن يجوع في عصر الديكتاتورية ويشبع في عصر الديمقراطية!