لم تتحمل الأم صدمة بيع ابنها الاكبر للشقة التي تأويهم فخرجت هائمة علي وجهها.. وبدأ اولادها رحلة بحث عنها ثم سرعان ما استكانوا الي انها سوف تعود كما اختفت بارادتها.. لكن جارتها التي تقاسمت معها سنوات عمرها بكل حلاوتها ومراراتها ساورها القلق وحاصرتها الشكوك وخرجت تبحث عنها في الشوارع وقد أعيتها الحيل وبينما هي مستغرقة حزينة في منزلها تفكر في مصيرها اذا بصوت المطرب محمد عبدالمطلب ينطلق من راديو يصدح باغنية »ساكن في حي السيدة« فتنبهت المرأة لشيء ما واسرعت لتغطي شعرها متجهة الي مسجد السيدة زينب لتجدها هناك في مشهد من أروع مشاهد مسلسل »دوران شبرا« فبينما تنساب دموع الجارة المسلمة من فرط احساسها بعقوق ابنائها تحاول جارتها المسيحية ان تخرجها من تلك الحالة فتقول لها ضاحكة »محمد عبدالمطلب دلني عليك« ثم تصحبها في اصرار الي منزلها لتشاركها طعامها وسريرها.. روعة المشهد والمسلسل كله انه لم يسقط في فخ المباشرة في طرحه للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في واحد من اعرق احياء القاهرة.. بل ان القضية تسللت في هدوء وسط قضايا عديدة مثيرة يعيشها سكان الحي وهي المشاكل التي تحاصر مجتمعنا كله من بطالة وفقر وحرمان وفساد واحلام مستحيلة.. تم ذلك كله بعيدا عن اي افتعال أو طرح مباشر قد يفسد الدراما او يحولها لخطبة عصماء فيضعف من تأثيرها.. في دوران شبرا كسبنا مؤلفا جديدا موهوبا »عمرو الدالي« ومخرجا سينمائيا نجح في تجربته التليفزيونية الاولي »خالد الحجر « وبداية حقيقة لهيثم احمد زكي وميلاد لنجمة شابة موهوبة »حورية« واداء ناضج رائع لدلال عبدالعزيز وعفاف شعيب اظن انهقد جعلنا ننسي أزمة »البيتزا والريّش اثناء ثورة يناير«.