أنا أحب مصر، أحب بلدي، أحبها في كل وقت وأحب لها كل الخير وأفرح من قلبي بكل شجرة تطرح في أرضها وكل مصباح يضيء في شوارعها وكل مولود يصرخ وهو يخرج للحياة وكل طوبة تشيد حائطا سوف يصبح في وقت لاحق بيتاً لعائلة أو مدرسة لتلميذ أو مستشفي لمريض أو طريقا آمنا يختصر المسافات . أحب مصر حُب طفل صغير في حضنها يجد الأمان وبدونها يفقد النطق، حُب عصفور لِعش دافئ صغير هو كل عالمه، حُب أب لأولاده وارتباط قلبه وروحه بهم مهما كبروا . إنني أفرح وأغني وأستقيم مرفوع الرأس بكل إنجاز يعيد لبلدي مقامه العالي ومكانتها التي تستحقها، لكل خطوة نخطوها لكي نتغير ونُغير ونكبر وتتحسن الظروف التي نمر بها . أفرح حين تعود لمة الفرح وبلدي نظم بطولة أفريقية علي أرضها بهذا المستوي الراقي والجهد الكبير والبريق الذي نستحقه . هذه البطولة تعني أن بلدي تعافت من أزماتها ومن إحباطها وحان وقت الفرح ووقت الفرج ووقت البهجة ووقت الخروج من ركام التراب والإحباط والخوف . كل التفاصيل التي رأيتها تؤكد أننا لم نعد نحلم بالقليل ونتخطي الصعب وأننا نستطيع أن نحلم ونمد أحلامنا. إنني أدعو كل شاب وكل فتاة في بلدي للحلم، احلموا وفكروا وقرروا ونفذوا، مصر اليوم تتحرك بالشباب في كل مكان وتكبر وتذهب إلي أبعد مما نتصور. ومتأكد أن بطولة أفريقيا بكل هذا الحماس فرصة لكي تصبح ساعة الصفر في الانطلاق نحو الغد أسرع وأقوي. كل شاب في مصر قوي بما يكفي ليصنع لنا قصة مُلهمة. شباب بلادي يصنع المعجزات إذا أراد وإذا توفرت له الإمكانات والفرص المناسبة، وأري أن هذا وقتهم. إنني أؤمن أن الفجوة التي لم نعد نعثر فيها علي مكان للمبدعين والناجحين والمميزين التأمت بعد أن كانت جرحا غائرا، وجاءت لحظة رفع الستار عن آلاف المواهب في كل مجال، وليأخذ الشباب حلمه بيديه وينفذ به نحو الحقيقة. كل شاب لديه إرادة فولاذية سينجح، كل شاب لديه حلم مدروس سينجح، كل شاب لديه مشروع أو فكرة يمكنه الآن أن يبدأ مشوار الألف ميل.. بمائة خطوة.