الزعيم الراحل انور السادات لم يكن يضرب الودع ولكن منحه الله سبحانه وتعالي فراسة المؤمن واثقلته تجربته الوطنية علي مدي 40 عاما قبل توليه حكم مصر. ادرك السادات بعد نصر اكتوبر 1973 والتدخل السافر الامريكي في المعركة ؛ ان الولاياتالمتحدة والغرب لن يسمحوا بما حدث مرة اخري من خلال محادثاته المتكررة مع هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي انذاك؛ فحينما قرر السادات تصفية ثغرة الدفرسوار واصدار الامر بالتنفيذ........ واجهه كيسنجر مهددا " سيدي : ان الولاياتالمتحدة لن تسمح بانتصار السلاح الروسي علي السلاح الامريكي مرة اخري ؛ وان تدخل امريكا العسكري في الحرب سيكون مباشرا. سنحقق رغبتكم بارغام اسرائيل علي الانسحاب من سيناء، وذلك ما كان (فك الاشتباك الاول والثاني). وما ان انتهت اسرائيل من الانسحاب من جزء كبير من سيناء وتجهيز قناة السويس للافتتاح كانت الرسالة الثانية للسادات والعرب باغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز في مارس 1975 ؛ الرجل الذي قاد العرب في معركة وقف ضخ البترول للغرب والامريكان اثناء حرب اكتوبر وبعدها واذهل العالم. ايقن السادات ان خريطة الشرق الاوسط في سبيلها للتغيير بعد ان مرر الملك الحسن ملك المغرب المشروع الامريكي بمؤتمر القمة العربي بالرباط ( 1975) ، بتصفية القضية الفلسطينية، بتولي منظمة التحرير الفلسطينية مسئولية تحرير الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة واقامة الدولة الفلسطينية، واخلاء طرف الاردن والدول العربية من المسئولية. لكل ذي بصر وبصيرة ما آلت اليه القضية الان الفلسطينية بعد 44 عاما من هذا القرار. لما سألنا الرئيس السادات في لقائه بمنزله ميت ابوالكوم عام 1980، سيادتكم تكررون دائما ان 99% من اوراق حل قضية الشرق الاوسط بيد الولاياتالمتحدة، واين الاتحاد السوفيتي القوة العظمي الثانية ولها يد طولي في الشرق الاوسط؟، اجاب سيادته: الاتحاد السوفيتي والدب الروسي سينهاران قبل نهاية الالفية الثانية( 1989) وستصبح الولايات المتحد القطب الاوحد في العالم، وانا مهمتي كمسئول عن هذا البلد ان اسلم الاجيال القادمة ارض مصر محررة تماما، كما استلمناها انا وجيلي.... وللحديث بقية بإذن الله... ألا قد بلغت اللهم فاشهد.