مكة المكرمة شاهد عيان علي الموقف المصري الثابت، الداعم للعروبة وأمنها واستقرارها،والرافض للتصعيد والابتزاز الايراني، وكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية، ملخصها : ضرورة التعامل الحازم والحكيم مع كل المخاطر التي تواجه دول الخليج، برؤية استراتيجية شاملة »الحكمة والحزم». شدد الرئيس علي ضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته تجاه الهجمات الارهابية الايرانية، والحث علي مقاربة استراتيجية تجمع بين الاجراءات السياسية والأمنية، والحل السلمي الشامل للقضية الفلسطينية، مفتاح الاستقرار في المنطقة، ومواجهة جميع التهديدات والتدخلات بنفس القوة والحزم،ولنكن في نفس الوقت علي رأس الداعمين للسلام والحوار. إيران هي الخطر الأكبر وليست اسرائيل، ولم يحدث ولو مرة واحدة ان اطلقت صاروخاً علي إسرائيل، وتطلقها علي السعودية، ورغم ذلك فلا يحلو لها إلا المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وركوبها من أعلي موجة، ولا ننسي أن الخميني هو الذي قطع العلاقات مع مصر عام 1980 في أعقاب اتفاقية السلام. ظلت مصر ثابتة علي موقفها من إيران، لا تتراجع ولا تتبدل ولا تغازل، وإيران هي التي وضعت صورة الإسلامبولي قاتل السادات في أحد شوارع العاصمة طهران، وكتبت أعلاها »أنا قتلت فرعون مصر»، من باب المزايدة الرخيصة، من دولة تزرع الإرهاب والتطرف في المنطقة. في مكةالمكرمة كانت المخاطر الإيرانية، هي الموضوع الذي فرض نفسه علي القمم الثلاثة »العربية - الإسلامية - الخليجية»، وكان السؤال المطروح هو: ماذا تريد ايران وهي تصعد باستفزازها الي هاوية الحرب؟ إيران لا تبالي بأن يكون شعبها أول من يدفع ثمن الحرب، لتزداد معاناته وفقره وأوجاعه وآلامه، من حكام تسلطوا عليه، واستنزفوه في حروب لا تنتهي مع الجيران، وكلما انتهت حرباً سعوا إلي حرب جديدة. اهدرت كل الفرص في السنوات الأخيرة لتتصالح مع جيرانها، بعد ان اعلنت دول الخليج، رغبتها في السلام الذي يحقق مصالح كل شعوب المنطقة، ولكن كلما هدأت الأوضاع في جبهة، تشعل الصراع في جبهات جديدة. دولة يتحكم في مصيرها »آيات» عابثون، لا يدركون مخاطر اللعب بالنووي، ولا الفتن والصراعات المذهبية، وبعد أن استنزفت قواها المادية والبشرية مع العراق، وفجرت بحور الدماء في سوريا، وامتدت أصابعها التآمرية إلي اليمن، تحاول الآن الوصول إلي الحرب المباشرة في الخليج، بدلاً من الحروب بالوكالة. إيران وأمريكا.. علاقات غامضة تزيد من تعقيدات الأمور، فتارة يدق ترامب صفارات إنذار الحرب، وتارة أخري يؤكد أن لدي طهران فرصة لتكون دولة عظيمة، وأنه لا يسعي لتغيير نظام الحكم فيها، والمؤشرات تؤكد أنه لن يحارب، ولكن يستثمر الموقف للاستمرار في مسلسل نهب الثروات والأموال. مكةالمكرمة ستقف شاهداً علي رغبة الدول العربية والإسلامية، في السلام والعيش الآمن وحقن الدماء، واستثمار ثروات المنطقة لصالح شعوبها، وليس لإشعال الحروب وإراقة الدماء، ومصر - أيضاً - حاضرة بقوة، تدعمها مواقف ثابتة في مواجهة الخطر الإيراني، ويدها في يد أشقائها الخليجيين فأمنها القوي يبدأ من هنا، من منطقة الخليج.