اكدت مجلة »فورين بوليسي» الامريكية ان اصرار تركيا علي التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، تعدي فكرة الشد والجذب القائمة بين البلدين منذ عقود ودخل حيز اكثر خطورة يرتقي لاعلان حرب. وهناك دلالات واضحة علي ذلك حيث جاء اعلان » بيرات البيرك»، وزير المالية وصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 12 مايو بأن بلاده سترسل سفينة حفر للتنقيب عن موارد الغاز الطبيعي في المتوسط قبل يوم واحد من قيام انقرة ب »سي وولف» وهي أكبر مناورات بحرية سنوية لتركيا في بحر إيجه» وشرق البحر المتوسط. تلاها في 15 مايو، تأكيدات وزير الخارجية التركي »مفلوت كافوسوجلو» عزم البلاد علي شراء نظام الصواريخ »S-400» من روسيا رغم تهديدات واشنطن وحلف الناتو. وطوال هذه الفترة، تنتهك الطائرات التركية المجال الجوي اليوناني بشكل شبه يومي. وتري الصحيفة أن دفع أردوغان باتجاه الدخول في حرب مع قبرص له أسباب سياسية بالمقام الأول، حيث يحاول الرئيس التركي الخروج من مأزق الاخفاقات المتلاحقة لحكومته سواء في الانتخابات التي تقدمت فيها المعارضة او اقتصاد انقرة المتردي باقحام البلاد في حرب جديدة لتشتيت الانتباه عن مشاكله في الداخل. وقد توقع »ألكسيس بابشيلاس»، أحد اكبر واقدم الكتاب الصحفيين في اليونان، ان يصل التوتر بين قبرصوتركيا الي قمته الخريف المقبل وان مسألة وقوع حرب قائمة جدا. وأضاف أن من سيحسم تلك المعركة أو حتي يملك منعها هو الاتحاد الأوروبي الذي أصبحت كلا من اليونان وقبرص علي علاقة قوية به في الوقت الذي فقدت تركيا كل أرصدتها لديه. من جانبه جدد الاتحاد الأوروبي دعوته لتركيا إلي احترام »الحقوق السيادية» لقبرص والامتناع عن أي عمل غير قانوني. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست »ميشال بارنييه» إن الاتحاد يعرب عن قلقه البالغ من التصعيد التركي ويطالب تركيا بإلحاح بضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص وأن الاتحاد لن يقف مكتوف الايدي ضد تلك التجاوزات. وأضاف أنه في حال أصرت أنقرة علي موقفها فإن الاتحاد الأوروبي سيرد في شكل مناسب وبتضامن شامل مع قبرص. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي »فيديريكا موجيريني» أبدت قلقها من السلوك التركي وقالت إن وزراء خارجية الاتحاد ال 28 أعادوا تأكيد دعمهم لقبرص في النزاع.. وأعلنت واشنطن بعد يومين الموقف نفسه.