كلما هلّ علينا يوم تحرير سيناء، قفزت أمامي صورة الرئيس الراحل أنور السادات وهو يتلقي رصاصات الغدر والخيانة في يوم الاحتفال بنصر أكتوبر وكسر إرادة العدو. ولا أري أعظم من هذا اليوم، ولولا هذا النصر وملحمة الجيش المصري العظيم، ولولا القوة العسكرية التي أبهرت العالم، ولولا الدبلوماسية المصرية، ولولا فكر ومكر وخداع وحنكة الرئيس السادات في المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات ومفاوضات السلام مع بيجين أعتي عتاة إسرائيل ما عادت سيناء إلي حضن الوطن ولنا في الجولان المثل والعظة.. تحية إلي قواتنا المسلحة في يوم العزة وتحرير الأرض، وتحية إلي الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية وسيظلون في القلوب والعقول بعد أن سطروا علامات مضيئة في صفحات التاريخ، ورحم الله الرئيس السادات وطيب الله ثراه. ولا أسمع صوتاً يعلو فوق صوت معركة التنمية في سيناء الحرة، فهي لا تقل أهمية عن معركة التحرير بعد أن تجاوزنا أصعب مرحلة في مسيرة الإصلاح الاقتصادي. واليوم نلمس الإنجازات علي أرض الفيروز عبر المشروعات الكبري خاصة مشروع محور التنمية في قناة السويس والذي سيضع مصر في قلب خريطة الاقتصاد العالمي وهي الآن بإذن الله في طريقها لمنافسة »النمور الآسيوية» ماليزيا وسنغافورة وكوريا وهونج كونج. واحتفال هذا العام له مذاق خاص حيث تعد خطة التنمية هي الأبرز حيث الطرق والكباري والأنفاق التي سوف تنهي عزلة سيناء إلي الابد. ورغم ما نعانيه من بقايا الإرهاب في الشمال بعد الضربات الموجعة لهم فإن سواعد المصريين تحمل السلاح في يد والتعمير والتنمية في اليد الأخري وتسيران في خطين متوازيين، وهذا الإنجاز ما كان ليتم إلا بعد عودة السيادة المصرية علي كل اراضيها واستعادة الكرامة والكبرياء واحتلال مصر مكانتها الرائدة بكل جدارة بفضل وعي شعبها وجسارة رئيسها عبدالفتاح السيسي. لا أتكلم عن مؤامرة بيع سيناء للفلسطينيين خلال حكم شلة الضلال والإفك عقب رحيل الرئيس مبارك حيث أكد اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق هذه المعلومات في حديثه للأخبار وقال بوضوح إن الإخوان أعلنوا عن رغبتهم في التنازل عن 50كم من أرض سيناء وبيعها لإقامة الدولة الفلسطينية، وحل الصراع العربي الإسرائيلي إلا أن قواتنا المسلحة كانت لهم بالمرصاد وخرج الشعب المصري في 30 يونيو وأطاح بالإخوان وأفسد مخطط بيع سيناء!.. هذه المعلومات تطرح عدة تساؤلات: ماذا عن مصير بلدي لولا وقوف الجيش المصري مع إرادة المصريين؟ وماذا كنا فاعلين لو نجحت هذه المؤامرة؟ وكيف كان حالنا لو استمر حكم أهل الشر حتي الآن؟ حقاً مصر محروسة، وستظل رغم أنف الحاقدين بفضل وعي شعبها ويقظة جيشها وتماسك نسيجها الوطني.