ليس من المعقول، أن يثار انشقاق بين القوي الوطنية التي تحملت مسئولية الثورة، وليس من المقبول أن يصيب شباب الثورة تشرذم أو تشتيت، وهو الذي حمل علي عاتقه مبادرة إشعال شرارتها، وعمل علي صياغة منظومتها الثورية، فكان لها الفضل في تفجير ثورة 25 يناير، بمشاركة شعبية، وتأييد وحماية من قواته المسلحة، ليكتب لها النجاح.. ولكن يبقي السؤال: كيف نحافظ علي ثورتنا، مما يتهددها من أخطار، وكيف السبيل لتحقيق أهدافها، وماهي الضمانات لاستمرار ثورية المقصد من أجل بناء مستقبل واضح للمصريين، ينعمون فيه بخير بلدهم؟ الجواب واضح، يعرفه الثوار، ويتفهمه طوائف وأطياف الشارع المصري جميعهم.. فالحفاظ علي الثورة يستلزم الإخلاص في النوايا، والعزم علي العمل تحت لواء مصر أولا وأخيرا، ولا صوت يعلو فوق مصلحة الوطن.. وهذا المنطلق يوجب المواجهة، التي لا تعرف للفرقة سبيلا، وهو ما يتمثل في شتات الائتلافات، التي قاربت في عددها المائتين!.. والتي تبرهن أن هناك مؤامرة تحاك ضد الثورة، تريد النيل منها، والتشكيك في مصداقية ثوارها، تلك المؤامرة التي تأكد صهيوأمريكيتها، بتبجح علانية أساليبها تارة، والعمل في الخفاء تارة أخري، وفي الحالتين انكشف للشارع المصري بغض المقصد، وخطورة الموقف، وهو الذي خرجت من أجله مليونية الأمس، بدعوة صادقة لكلمة سواء، تكون بداية طريق المواجهة، وصد الخطر، الذي لن يتأتي إلا بالإصرار علي تنقية القصد والسبيل، وتلبية نداء يد واحدة، من أجل بناء مصر. انتبهوا يا ثوار.. الوقت لا يحتمل، فالأحقاد البغيضة انكشفت، والخطر الصهيوأمريكي تأكدت مآربه، وسقطت أقنعته، والعبث بمقدرات الثورة بات وشيكا، ولكن الشعب والجيش هما حماة الثورة والذين يريدون لها النجاح.. وهذا ما يؤرق أعداء الثورة، ويجعلهم يسعون لزرع الوقيعة والشك بين الثوار والقوي الوطنية، بمؤامرة يريدون بها تجريد الثورة من درعها الواقي، الذي يحمي مكاسبها، والذي يتمثل في القوات المسلحة، التي عاهدت الله والوطن علي حماية البلاد، ضد أي خطر يهددها، فأصبحت حماية الثورة وثوارها، حقا أصيلا، لايملك أحد التفريط فيه. انتبهوا يا ثوار.. فمسئولية حماية الثورة، والحفاظ علي استكمال مسيرتها، حتي تحقيق كامل أهدافها، ووصول مكاسبها إلي مستحقيها من أبناء هذا الشعب العظيم، باتت واجبا وطنيا يستحق الجهاد من أجله، ولن يكون النصر والفوز إلا بالإعتصام بحبل الله جميعا، ونفض كل ما هو خبيث في أنفسنا، فلن يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.. ليكن شعار المرحلة الآتية: الثوار والشعب والجيش يد واحدة، من أجل مصر.. أليس كذلك؟!