لو سمحت .. آسف .. شكرا .. ثلاث كلمات تعيدنا الي ثقافة احترام أنفسنا اولا، ثم الي احترام الاخرين، البعض يتصور انه لو قال آسف عن خطأ ارتكبه في حق غيره او حتي في حق نفسه أنه شخص ضعيف أو ليس لديه شخصية، والبعض يري انه لو طلب شيئا منك دون استئذان حق مشروع له، مع انه لو قال لك لوسمحت ممكن ان تجيب له طلبه دون تفكير، والبعض ايضا يتخيل ان قول شكرا بعد اداء خدمة معينة له يقلل منه، وانه لاشكر علي واجب مع أن كلمة شكرا تجعل صاحبها في منزله عالية لدي الشخص الذي وجه له الشكر. هذه الكلمات الثلاث رغم بساطتها في حياتنا اليومية الا ان الكثير منا يغفل استعمالها لأسباب كثيرة بعضها يتعلق بالشخصية او الحالة المزاجية او للثقافة والتربية وأنا أميل الي السبب الاخير في معظم الحالات التي تصاحبها قلة الذوق بشكل عام وعدم الاحترام للاخر.. ما أروع أن تقول : انا اسف اذا اخطأت في حق غيرك وما اجمل ان تقول : شكرا لمن صنع لك جميلا، وما ابهج ان تقول : لو سمحت عندما تطلب شيئا من اخر. كثير من الناس تعتبر هذه الكلمات نوعا من السذاجة او ضعف الشخصية أو انها كلام فارغ..!! إن هذه الكلمات تفتح أبواب الود والمحبة بين الناس وتحفظ قدر ومكانة من يتعامل بها بين الاخرين، وتداوي الجرح وتطيب الخاطر وتزيد من حماس الشخص الآخر،إن لهذه الكلمات فعل السحر في نفوس كثيرة مهما كان حجم الشر بداخلهم وقلة احترامهم للقيم والمثل العليا، وعلي كل منا الا يجد غضاضة في التمسك بممارسة هذه الكلمات في حياته اليومية، ولا مانع من التجربة .. وفي نهاية اليوم عليك تقييم تأثير هذه الكلمات في سلوكيات كل من تعاملت معهم في يومك .. بالتأكيد النتيجة سوف تكون في صالحك بالدرجة الأولي إن ما يحدث في حياتنا هذه الأيام يدعونا إلي اعادة حساباتنا مع أنفسنا والعودة بنا إلي مشاعر التعاطف والود التي ولدت بيننا يوم 52 يناير وعاشت طوال أيام الثورة، فكم من عدو يتربص بنا وكم من غافل العين والقلب يترصد لثورتنا.