عندما تصالحنا الكتب علي أنفسنا، نصير أصدقاء ننصت لأوجاعنا وهمومنا تماما كمحب، لايقلل من قدر أوجاع صديقه، بل أحيانا تقدم لنا روشتة مجانية تخبرنا إننا بخير، بالفعل هناك كتب تشعر بنا مثلما نشعر بفحواها، تجدها تهدهدك، وتربت علي كتفك، وتمنحك قدرا من الراحة النفسسية لا تجده لدي أقرب الناس، تخفف من متاعبك وتقلل من انزعاجات الحياة، هذا ما حدث معي وأنا أقرأ رواية الكاتبة الفرنسية »رافاييل جيوردانو» :»حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة» عنوان طويل لرواية أعتقدت للوهلة الأولي أنها كتاب في التنمية البشرية، تناولت الكاتبة في روايتها حياة كاميل التي تتوفر لديها كل مقاييس السعادة لكنها تفتقد الهناء الداخلي، حتي تلتقي بكلود مدربها الروحي الذي يعرف نفسه بالروتينولوجي، يبدأ معها رحلة استعادة نفسها، واستكشاف مواطن السعادة في حياتها. تستعرض الرواية عددا من الطرق الفعالة في تحسين نفسية كاميل، التي تقول لمدربها الروحي» أنا لست تعيسة تماما، ولكنني لست سعيدة أيضا هذا الإحساس بأن السعادة تنسل من بين أصابعي.. إحساس فظيع! ومع ذلك ليس لدي أي رغبة في مراجعة طبيب فربما سيقول بأنني أعاني من الاكتئاب ويصف لي أدوية! كلا إنه مجرد نكد في المزاج! لاشيء خطيرفي الأمر، ولكن مع ذلك أشعر وكأن قلبي لم يعد موجودا، لا أدري إن كان لكل هذه الحالة من معني؟ قال لها: أنها أعراض مرض اخترعت اسمه المؤلفة » ريتنولوجيا» حالة اكتئاب حاد تجعل المرء يفقد احساسه بما يمتلكه، والعلاج بسيط: يكفي المرء أن يعيد فحص نظامه القيمي ويعيد تهذيب نظرته للحياة وإلي الأحداث من حوله، فغالبا الخوف من مواجهة أوجاعنا يكون أكثر وجعا. الرواية من الأعمال التي ترتكز علي التنمية البشرية في شكل قصصي بأسلوب بسيط وناعم يدخلك في عالم من الراحة النفسية وإلي التفكيرفي خياراتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا وتدفعنا إلي الجرأة في تغيير حياتنا وتحقيق أحلامنا، حقيقي لا توجد نصائح ثابتة صالحة للجميع ولكن علي الأقل نستطيع أن نطوع بعض الأفكار لصالحنا من أجل تخفيف أعبائنا، هكذا تفعل بنا بعض الكتب.