لم تشهد مباراة قمة بين الأهلي والزمالك عبر سنوات طويلة مضت، ما يحيط بلقاء الليلة من جدل و»هلع»، جعل الكثيرين يضعون أيديهم علي قلوبهم، خوفاً من أن يتحول ما كان كرنفالاً جميلاً بالأمس، إلي ساحة من العصبية والتوتر.. وربما الضرب وقلة الأدب. ما هي.. إلا ساعات قليلة وتنطلق أصعب مباريات الدوري علي الإطلاق.. ومصدر الصعوبة أن الأجواء التي تصاحبها كلها »هم وغم».. تفارقها الابتسامة، ويسيطر عليها القلق والحيرة.. تحاصرها مظاهر غير مسبوقة من التعصب، وتظهر في سمائها بعض النفوس الشريرة.. خاصة علي مواقع الخراب الاجتماعي. منذ متي.. كان هذا.. حال مباريات الزمالك والأهلي التي كان الكل ينتظرها.. عيداً للكرة المصرية في الداخل.. واحتفالية للملايين من الأشقاء العرب في الخارج. اليوم.. أصبحت القمة عبئا ثقيلاً علي الجميع.. أفراداً، وأجهزة في الدولة.. وهل هناك أقسي علي سمعة الرياضة في مصر المحروسة أكثر من أن تقام »سرية»، بلا جماهير حرصاً علي تجنب أي صدامات أو صراعات فيما لو تم السماح للآلاف من عشاق الناديين بدخول المدرجات. واضح.. أن الأماني لم تعد تذهب إلي حلم أن يفوز هذا أو ذاك.. تبعاً لميول كل متفرج.. أو أن يقدم الفريقان كرة قدم جميلة، أو أن يأتي يوم قريب تكون فيه المباراة حديث الإعلام العربي والأجنبي لما شهدته من مستوي رفيع. للأسف.. لم تعد الأماني هذه ممكنة.. بعد أن حل محلها أمنية تبدو أهم.. وهي أن تنتهي علي خير حتي لو خلت من فنون اللعبة. والله.. خسارة. وما يحزن حقاً.. أن أسباب تدهور الحالة إلي هذه الدرجة معروفة، وليست بحاجة إلي »فتاكة.. أو فذلكة» وآن الأوان أن يكون العلاج جذرياً. الإعلام الرياضي.. في خطر! الزمالك والأهلي.. كتابان مفتوحان، بلا أسرار.. وهي مباراة مدربين، من ينجح في »تظبيط» لاعبيه نفسياً، سيكون تنفيذ التكتيك »صح الصح».. أما إذا »فلت عيار» العصبية.. فلن يكون هناك تركيز.. ولا تفكير. من سيفوز الليلة.. سيفوز بالدوري! تصادف اليوم ذكري رحيل الأسطورة عبدالحليم حافظ.. نفس يوم القمة.. كان العندليب مصدر السعادة الذي ينشر الفن الراقي الأصيل الذي يغذي الروح.. ويعلم الاحترام.. القمة »بتعلم ايه».. ولا مؤاخذة!