الأجواء التي سبقت مباراة الاهلي والزمالك صورت للبعض.. بل للكثيرين انها ليست مجرد لقاء، وانما معركة لا علاقة لها بمنافسة شريفة علي مستطيل اخضر. وبرغم كل السلبيات والمهاترات، الا ان المباراة مرت ولم تبلغ ذروة أحداثها لان يصفها هؤلاء المتشائمون بأنها معركة. لقد بات من الضروري الآن.. ان يتوقف الجميع عن »تسخين« كل ما يتعلق بمباراة الاهلي والزمالك، وتصويرها علي انها حرب بين معسكرين.. وان يكون الكلام عن القمة من منطلق مسئولية، وان يكون النقد لطرفيها والتعليق علي احداثها علي درجة كبيرة من الوعي! لا جدال.. ان هدوء اعصاب الجماهير واللاعبين والمدربين والمسئولين يدفع لتقديم مستويات افضل.. اما اذا توترت الاعصاب، فالمؤكد ان يتدهور السلوك.. ويتراجع الاداء.. وتتحول الساحة أو الملعب إلي كر وفر.. بلا ضابط او رابط. لا ينبغي ان تزيد الضغوط العصبية علي احد ممن ينتمون للاسرة الكروية حتي لا يفلت العيار، اكثر مما فلت، وإلا ستتدهور الاوضاع بما لا يليق بالسمعة. كم يتحمل رجال الأمن دورا كبيرا.. بل الدور الاهم والاخطر في مباريات القمة.. ولا يخفي علي احد انه كلما تسبب الاعلام الرياضي بمختلف ألوانه في اثارة الجماهير ودفعها لمزيد من التعصب الاعمي، زادت الاعباء علي رجال الشرطة الذين يطالبهم الكثيرون بالحكمة في التعامل مع هؤلاء الذين يخرجون علي النظام والاصول. الضغط الرهيب علي المسئولين عن الامن ينبغي ان يخف.. ولن يخف إلا باصوات عاقلة تتكلم وسلوك ملتزم من اللاعبين والمدربين.. وبتصرفات حضارية من الجمهور تنبع من الوعي بان الرياضة في النهاية لاتعدو اكثر من فوز او خسارة. اذا كان الموسم الكروي اوشك علي الانتهاء.. وتحدد بصورة كبيرة ان الاهلي هو البطل للموسم السادس علي التوالي.. فان مسألة الصراع من اجل البقاء ربما تظل حتي الاسبوع الاخير. المهددون- باستثناء المنصورة وبترول اسيوط- ليسوا الأسوأ.. هناك من هم اسوأ منهم، خدمتهم الظروف.. وما ادراك ما الظروف الصعبة عندما تتصدي لبني ادم او فريق ادي ما عليه. عندما كانت الجماهير تجلس علي الكراسي تستمع لام كلثوم او عبدالحليم حافظ او فريد الاطرش كانت الجماهير تجلس في المدرجات تستمتع.. الاب والام والاولاد معا يقضون وقتا جميلا. الآن.. الجماهير لا تجلس لتسمع مغنيا، وانما تقف »تهيص« دون ان تدري بما يقوله »البيه المغني«.. امر طبيعي أذن ألا يجلس احد في المدرجات. السلوك.. سلوك.. ولا مؤاخذة!