هذه الأيام يحدث لي ما حدث معي من قبل. أكثر من مرة خلال عملي في شارع الصحافة! هذه الأيام وبعد كل ذلك المشوار الطويل. الذي أتعبني دون أن أرغب. وأزعج غيري وأيضا دون أن أرغب. اليوم أجد نفسي في لحظة ليس لها تاريخ. أسقط في بحر من الاستسلام التام. وأوقع تنازلا بالتخلي تماما عن الاستمرار في صراع الحياة. أو حتي مقاومة هذا الصراع. وما أحدثه في نفسي من اكتئاب واحباط. وشعور مرير باليأس والعجز والفشل! اليوم وبعد أن أعطتني الحياة حلوها ومرها. ابتساماتها ودموعها. أفراحها وشجونها. وسواء كان هذا هو النصيب والقدر. فإن ما كان قد كان. فات ومات. بالحلو والمر. والدموع والأفراح. الآن أعتذر لمن أخطأت في حقه دون قصد. وأقول له من قلبي »سامحني.. لم أكن أقصد«. والآن أطلب بكل صفاء وصدق. السماح والعفو لمن أساءوا لي. ومن جرحوني. ومن قتلوني. وأقول لهم أني والله مسامح. وليست في نفسي ذرة مرارة!مع أن كل الحسابات كانت خطأ! وثقنا بالذين خانونا. وأحببنا من لم يحبونا. وصنعنا من السراب حقيقة. صدقناها. بينما هي سراب في سراب. ودفعنا فاتورة الحب والصداقة والشهامة. في زمن الخونة وباعة الضمائر! أعطينا باقات الزهور. لمن طعنونا في الخلف. بخناجر الخداع والخيانة. وبكينا علي الذين زادوا جروح العمر فينا. ولم نتعلم! والبعض ظلمنا وتعامل معنا بقسوة لا مبرر لها. وغيروا صورتنا. تصوروا فينا القوة ونحن أضعف الناس. وظنوا فينا الشطارة ونحن »أعبط« الناس!ولا أعرف لماذا اليوم أريد أن أمد يد التسامح مع كل هؤلاء. رغم أنهم لم يفعلوا شيئا. سوي اضافة المزيد من الأحزان في حياتي؟! لكن الأحزان تطهرني! الأحزان تسمو بي. حتي اني أصبحت كل يوم. أتوضأ بأحزاني! لم يعد في نفسي من الجراح. والحياة تمضي. وتغطي دائما علي أتراح. ربما لتعطي الأفراح. والندم لا يعرفه سوي من ضاع منه النور. ونحن أخطأنا وندمنا وتبنا. فلا ندم بعد اليوم. لا هي وصية..ولا هي نهاية مذكرات. ولا توسل ولا ضعف.. ولا ثقة ولا غرور. هي مجرد.. بداية نهاية قصة إنسان!