في بداية افتتاح محطة القرآن الكريم، كأول محطة إذاعية بالمنطقة العربية والاسلامية وكانت بفضل د. عبد القادر حاتم، في ذلك الوقت وكان اعلام القراء يتتبعهم المعجبون بأصواتهم من قرية لقرية ومن بلد لبلد ومن مأتم لمأتم.. أو من ليلة رمضانية إلي ليلة رمضانية أو من فرح لفرح. وكان في ذلك الوقت شرائط الكاست وأجهزة التسجيل شيئا نادرا ولا يتتبع كبار هؤلاء القراء سوي كبار كبار الموسيقيين لتصنيف الاصوات وكيف ينتقل القاريء من مقام لمقام الي مستوي الموهبة الملهمة صوتياً حتي تجئ الصوتيات مفسرة للاية المقروءة ولا يعلو علي الصوت الذهبي سوي الماسي. وقد تعودت أن آنس كثيراً بالاستماع إلي محطة القرآن الكريم التي تطورت »وللحق« لتتفوق علي العديد من البرامج العامة والمتخصصة.. إخبارياً، لغوياً، علمياً، بيئياً - والرسالات العلمية في الفيزياء والطب والعلوم والتطورات المستجدة.. سواء باللغات الأجنبية مع بعض الترجمات لتقف مع كبار الجامعات ودورها في التنمية والتوعية بدور المجتمع - واتقوا يوماً ترجعون فيه إلي الله. وكان من جيل الثنائيات في المقرأة الواحدة.. مع الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ شعيشع ورغم أن صوته يحدد بالميتزو سوبرانو إلا أنه ينتقل من مقام الحجاز مع شدته وقوته فلا تشعر أن الصوت متعب لأن التهميش يتم بكل بساطة.. فالموهبة هنا خاصة بإمكانات الأحبال الصوتية (لمكرمة) لأنه أحياناً يجئ دوره وتتواصل تلاوته إلي ساعة ونصف ساعة تقريبا.. بكل فروع الحجاز والحجاز كار وادواته وجواباته حتي إلي مرتبة القرار دون أي إجهاد صوتي.. هكذا قال عنه الشيخ الهلباوي والشيخ عبدالواحد أحمد.. وكلهم من الرعيل الأول الذي تميز في (النغم) (الرصد). وفي السهرة الإذاعية الخاصة بالتسجيلات النادرة التي يعدها ويقدمها: السيد صالح. وكان يتناول الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي الذي رحل في الثامن من فبراير.. ويتقصي في ذكراه من محبي التسجيلات الذين لهم فضل ابقاء هذه التسجيلات لتعيش في مكتبة الفاضل »محمد الساعاتي ومحمد بيومي«.. حتي ذكري رحيله في الثامن من فبراير في قرية غزالة عام 0791.. ومن جميع قري المنصورة.. ومن قبل أن تسمع قراءته بالاذاعة المصرية. رحم الله العالم الجليل الشيخ محمد سيد طنطاوي.. الذي تسببت الأسباب ليكون في مكانه اللائق به.. بالبقيع وكفي.