- أصبحت وسائل الاتصال الحديثة في متناول الجميع، غيرت معالم كثيرة في حياتنا العملية، أحدثت طفرة في المجتمع ونتج عنها سلوكيات مختلفة فحَملت معها الكثير من المشكلات الأسرية.. ازدادت حالات التفكك الأسري في ظل هذا التطور التكنولوجي.. ونحن الآن نجد أنفسنا أمام كارثة وفجوة كبيرة واضحة بين الآباء والأبناء، فأصبح اهتمام معظم الشباب وحتي الاطفال، بل الكبار أيضاً متعلقا بالمواقع الالكترونية أكثر من اهتمامهم بالعلاقات الانسانية.. - صور مضحكة ومؤلمة في نفس الوقت.. تظهر يومياً علي صفحات التواصل الاجتماعي، »جدة »تجتمع يوماً في الأسبوع مع أولادها وأحفادها، وفي مشهد درامي بائس، ينعزل كل فرد في واقعه الافتراضي، من خلال إمساكه لهاتفه المحمول بحثاً عن بيئة أخري تلائم أولوياته.. فقد تحولت المشاعر الانسانية أيضا إلي إليكترونية، لنجد التهنئات والمشاطرات علي صفحات التواصل الاجتماعي، وبالفعل فقدنا قيمة الترابط والود المجتمعي بين الأشخاص وبعضهم. - وهنا أسأل ما الأسباب التي أدت إلي تغير معالم حياة الاسرة.. الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تؤكد أن الفراغ الفكري هوسبب التفكك الأسري، فنحن في حاجة إلي ثقافة استخدام التكنولوجيا الحديثة، فقد تزايد معدل استخدام المواقع غير الهادفة ومنها الترفيهية، فهي بذلك تهدد الترابط الاسري بشكل كبير، وأننا في حاجة إلي تصحيح المفاهيم الخاطئة لدي الشباب وضخ برامج توعوية تثقيفية توضح كيفية استخدام الانترنت.. علينا أن نوعي أبناءنا بتقدير قيمة الترابط الأسري، والتقليل من استخدام أجهزة الهواتف الذكية، والاستغلال الأمثل لها بما يعود بالنفع عليهم وعلي مجتمعهم، وأن نروج للقيم التي تتسم بروح التماسك الأسري بدلاً من البرامج التي تدعوإلي الانحلال والعنف.. - وبدوري.. أناشد الدولة بعمل توعية شاملة بمخاطر التكنولوجيا الحديثة علي شبابنا، وتحرك المؤسسات الإعلامية في هذا الاتجاه لخلق قناة توعوية بين الآباء والأبناء، وبالطبع سوف تكون أقوي وأكثر تأثيراً.