افترش مئات المتظاهرين طريق كورنيش الإسكندرية واضعين حصائر تقطع المرور بينما أعلن مئات أخرون تنظيم اعتصام مفتوح في حديقة الخالدين أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم ظهر أمس عقب أداء صلاة الجمعة.. ودعا المتظاهرون أهالي الثغر للمشاركة في مليونية الجمعة 8 يوليو "جمعة الإصرار".. وشهدت ساحة المسجد تحطيم المتظاهرين لسيارة نقل تحمل سماعات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين احتجاجاً منهم علي موقف الجماعة بعدم المشاركة في المظاهرات والاكتفاء بإصدار بيانات "محايدة".. وانتقد المشاركون بعض القوي السياسية التي توجه لهم الاتهام بمحاولات هدم ماتحقق من مكتسبات بعد الثورة.. مرددين هتافات "نحن لانهدم الوطن.. نحن نحارب الفساد".. و"ثورة من جديد علشان حقك يا شهيد".. وانتشرت في الميدان أمس عشرات البيانات والمنشورات المطبوعة المعبرة عن كافة أطياف التيارات السياسية بالإسكندرية.. خاصة شباب حركة 6 أبريل وحملة دعم البرادعي وحشد التي سجلت أعتراضات علي البطء في اجراءات محاكمات قتلة الشهداء.. وقال إسلام الحضري منسق حركة 6 إبريل بالإسكندرية إن أعضاء الحركة لن يفضوا اعتصامهم قبل قيام المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة الدكتور شرف باتخاذ خطوات إيجابية للاستجابة لمطالب الثورة التي ضحي المئات بأرواحهم من أجلها فيما لم يقم المسئولون بأي خطوة إيجابية سواء في محاكمة مبارك وأبنائه أو قتلة المتظاهرين.. وما زال المسئولون يتبعون سياسة التهدئة التي تبقي الأوضاع التي قامت الثورة من أجلها بلا تغيير.. ويستغل البعض هذه التهدئة من أجل عودة الأوضاع كما كانت مع تغيير الأشخاص والوجوه وثبات السياسات والقوانين الظالمة.. وردد العشرات من أهالي الشهداء هتافات احتجاجية علي العنف المفرط للداخلية في التعامل مع المتظاهرين في ميدان التحرير.. وقال أحمد علي عضو ائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية إن ما قامت به قوات الأمن المركزي من إعتداءات وإطلاق رصاص وإصابة المئات إنما يؤكد علي أن هناك توجها عاما بعودة نفس السياسات القمعية وسياسة القمع..وأدانت التيارات السياسية بالإسكندرية في بيان وقع عليه كل من، حركة شباب من أجل العدالة والحرية، وحركة شباب 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، وحملة دعم البرادعي، وحركة حشد وتم توزيعه أمس ما وصفته بالاعتداء الذي حدث علي أهالي الشهداء والشباب المتضامنين معهم أمام وزارة الداخلية وفي ميدان التحرير.. ونددت باستخدام الرصاص المطاطي والحجارة والغاز المسيل للدموع بدلا من الاستجابة للمطالب المشروعة لأهالي الشهداء.. والتي تتمثل في سرعة محاكمة الضباط المجرمين والقتلة وتوجيه تهم القتل إلي الرئيس المخلوع وضمه للقضية..ووصف بيان..الأحداث بأنها تمثل جرائم بحق أهالي الشهداء والمواطنين المتظاهرين سلميا وطالبوا الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بالاعتذار عما حدث في ميدان التحرير وأن يجري تحقيقا عاجلا مع الضباط المسئولين عن العنف المفرط كما طالبوا وزير الداخلية منصور عيسوي أن يتقدم فورا باستقالته.. ورفض البيان كل المبررات التي استخدمتها وزارة الداخلية واتهامها للمتظاهرين بأنهم بلطجية ويسعون للوقيعة بين الشرطة والشعب.. وأضاف البيان "كأن الشرطة لم تفض اعتصامات العمال والأهالي بالقوة بعد الثورة، وكأن الشرطة لم تطلق الرصاص الحي علي المتظاهرين أمام السفارة الصهيونية في ذكري النكبة، وكأن وزير الداخلية لم يصف الشهداء بأنهم مجموعات من البلطجية".. وشهدت الساحة نشاطاً ملحوظاً لنشطاء إسلاميين من الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية قاموا بتوزيع منشورات تشرح مفهوم الدولة الدينية ومقالات مطبوعة لناجح ابراهيم القيادي في الجماعة وكذلك حركة "وعد الله" الاسلامية تهاجم فيها الليبراليين والعلمانيين وتدعو لمقاطعة أفكارهم.