الأسبوع الماضي، صدر قرار لمجلس الأمن ووزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات علي زعيم ميليشيا ليبية مسلحة يدعي صلاح بادي. وفي التفاصيل أن »بادي» وفصيله المسلح »لواء الصمود» كانوا وراء الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في العاصمة طرابلس وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة مئات اخرين. كما ثبت من التقارير المخابراتية الغربية أن »بادي» وفصيله المسلح لجأوا لاستخدام صواريخ جراد شديدة التدمير خلال المعارك داخل الكتل والاحياء السكنية ما مثل تهديدا كبيرا علي حياة المدنيين. لم يفت وزارة الخزانة الأمريكية الإشارة أيضا إلي ضلوع تلك الميليشيا وآمرها في معارك عام 2014 داخل مطار طرابلس الدولي والتي فقدت ليبيا علي إثرها عشرات الطائرات المدنية، كما أجبرت الكثير من السكان حينها علي الفرار من العاصمة إلي غير رجعة. وما يثير الأمل في النفوس أن استهداف »بادي» اليوم وقبله بشهرين فقط كانت العقوبات الأمريكية علي إرهابي ليبي آخر وهو إبراهيم الجضران والذي قاد هجمات مسلحة علي الموانئ النفطية شرقي البلاد قبل أن ينتزعها منه الجيش الليبي، إنما يعكس توجها دوليا جديدا يضع الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة تحت بؤرة الاستهداف، ويجعل من إقصاء قادتها عن المشهد السياسي أولوية جدية للقوي الدولية في التعامل مع الأزمة الليبية. • يحسب للقيادتين المصرية والليبية موقفاهما الثابت والراسخ إزاء جماعات القتل والإرهاب في ليبيا وهو ما عكسته المشاركة المصرية والليبية في مؤتمر باليرمو الأخير تحت رعاية إيطاليا، وعلي ما يبدو فقد بدأ المجتمع الدولي يدرك صواب الرؤية المصرية في هذا الصدد.. ونحن في انتظار المزيد لكشف وفضح وتعرية الإرهابيين ورعاتهم ونزع أي غطاء سياسي عنهم.