من اين نبدأ الحديث عن هذا الكاتب والشاعر والروائي الذي اثر علي جيل كامل من الادباء المجريين، هذا الكاتب الذي يعد احد أعظم أدباء القرن التاسع عشر والعشرين وأحد ابرز الشخصيات التي تلعب القصة القصيرة في مسيرة ابداعه الفني دورا مهما، هكذا قدمت له الكاتبة شريفة كامل عند ترجمتها للمجموعة القصصية لكوستولاني دجو. ويضم كتاب »المفتاح« ثلاث عشرة قصة قصيرة منتقاة من ميراثه القصصي الذي يقترب من ثلاثمائة قصة قصيرة. يقول كوستلاني دجو عن نفسه ان كل حرف في كتاباتي ينشأ من اعماق الموت، وكل زهوري تمتد جذورها الي المقابر.. دائما ما كان الموت هو الشيء الوحيد الذي يهمني، ولا شيء غيره، عندئذ فقط اصبحت انسانا عندما رأيت جدي ميتا وكان عمري عشر سنوات وكان هو احب شخص الي قلبي آنذاك، ومنذ ذلك الحين ايضا اصبحت شاعرا فنانا ومفكرا.. هذا الفرق الهائل ما بين الحي والميت والانصات الي الموت ألهمني ان اكتب فلو لم يكن الموت ما كان الفن. لعل قصة »المفتاح« تعد من اروع المجموعات القصصية التي كتبها دجو والتي تعبر بشكل أو بآخر عن الحياة في المجر والتي يحمل اسمها الغلاف وتحكي قصة الصبي »بوشتا« ذي العشر سنوات الذي ذهب الي والده في المصلحة وكيف انه تفحص نفسه في زجاج النافذة وبلل راحته بلعابه وملس بها علي شعره وكيف ان جوربه كان مرقعا ومثقوبا وحذاؤه متربا وحاول جاهدا ان يكرر علي مسامعه هذه الكلمة المصلحة، المصلحة، وكانت امه تقول ابوك المسكين في المصلحة من اجل المصلحة وهكذا احاطت به المصلحة كواقع خفي فخم متعذر بلوغه، كل هذه الافكار كانت تدور برأس »بوشتا« الي ان وصل الي المكتب الكبير لم يكن ابوه الجالس عليه بل وجده في مكتب صغير وسط اكوام من الدفاتر انتبه اليه ابوه سأله: ماذا تريد.. قال: من اجل مفتاح حجرة المؤن.. امي اعتقدت انك اخذته بطريق الخطأ.. حصل بوشتا علي المفتاح وركض الي المنزل والمفتاح في يده.