قهرت مصر فيرس »سي» المتوحش الذي ظل ينهش أكباد أبنائها لعقود طويلة بصورة أبهرت الدنيا ولكنها مازالت عاجزة أن تقهر الفوضي المرورية التي تحتل شوارعها وتجعلها »جراجا كبيرا» ولم تفلح في إيجاد الدواء الملائم لداء حوادث الطرق المدمر وترويض شيطان الموت بلا ثمن الذي يسكن مركباتنا وطرقنا ويخلف كل يوم أحزانا ودموعا ويتامي!! ارقام مفزعة ومرعبة وخسائرنا من نزيف الاسفلت تتجاوز بأضعاف خسائرنا في الأرواح الطاهرة التي فقدناها في حروبنا ضد الكيان الصهيوني. الاحصائيات الرسمية تشير إلي أن حوادث الطرق تزيد علي 11 ألف حادثة سنويا تنتج عنها وفاة 3747 مواطنا واكثر من 14 ألف مصاب وتدمير 17 ألف مركبة!! في كل دول العالم الحصول علي رخصة قيادة من المستحيلات ربما يبقي مصريون في الغربة عشرات السنين ويفشلون في الحصول علي رخصة قيادة في بلد أوروبي أو عربي ونحن هنا نصدر الرخص باستسهال مريب وتفريط رهيب في الأرواح والممتلكات!! شوارعنا غدت من كثرة السيارات »بارك كبير» عشرات المليارات من الجنيهات تضيع كل يوم هباء منثورا في الزحام. العالم كله يضع الحصان أمام العربة ونحن نصر علي السير عكس الاتجاه بعض البلدان تخلصت من كارثة الازدحام المروري وحوادث الطرق بالسماح للسيارات ذات الأرقام الفردية ان تسير يوما وللسيارات ذات الارقام الزوجية ان تسير يوما آخر وبعضها لا يسمح للسيارات التي تحمل شخصا واحدا بالدخول لوسط المدينة ليعتاد المواطنون علي ثقافة النقل الجماعي. دول أخري لا تمنح سوي رقم واحد للأسرة التي تملك عدة سيارات حتي لا تستخدم سوي سيارة واحدة لتنقلات افرادها. اقتراحات أخري كفيلة يمكن أن تخفض فاتورة استهلاك الوقود للنصف وتقضي علي الازدحام المروري وتصلح علاجا شافيا لهذا الداء الأزلي ولكن هل نحن مستعدون للعلاج؟!