فريدة النقاش كاتبة وناقدة متميزة، ومترجمة ومحاضرة بالدرجة الأولي كتاباتها لها طعم الحرية، والتمرد، هي أول امرأة شغلت منصب رئيس تحرير لجريدة الأهالي. لديها كتابان عن تجربتها كسجينة سياسية وكتب في مجالات الفكر والنقد الأدبي والمسرحي منها: يوميات المدن المفتوحة، ويوميات الحب والغضب وحدائق النساء، بالإضافة إلي عدة ترجمات لتشارلز ديكنز وول سونيكا ومجموعة من القصص الإفريقية. صدر للكاتبة مؤخرا كتاب »لا أحد يخاف إسرائيل« عن دار العين للنشر. تقول المؤلفة عن سبب اختيارها لعنوان الكتاب: لقد اخترت عنوان هذا الكتاب من مقال كتبته بعد مناقشة ممتعة مع الشاعر الفلسطيني الصديق سميح القاسم، ولكنني أود أن أضيف أن تجربة مقاومة التطبيع في مصر والوطن العربي، بعد توقيع اتفاقيات كامب دافيد والصلح بين حكومتي مصر وإسرائيل، كانت في جانب منها رسالة اعتذار توجهها القوي السياسية والمجتمع المدني في الوطن العربي لفلسطينيي 1948 الذين نبذهم العرب بعد النكبة، وتعاملوا معهم بحذر وشك، ولم يبذلوا جهدا للتعرف علي أوضاعهم الصعبة أو التواصل معهم، بل وحين تمكن بعضهم من زيارة مصر -وهو حلم راودهم طويلا- عاملناهم بجفاء وتخوفنا منهم، ولكن مع الزمن والتجربة اتسعت الرؤية وأصبحت أكثر موضوعية، وجري تعديل الموقف وأصبح بعض مثقفي فلسطين ضيوفا دائمين علي المؤتمرات الثقافية في مصر، بينما شكَّل الفلسطينيون عامة قطاعا كبيرا من السياح الذين تدفقوا من إسرائيل علينا بعد تبادل السفراء وفتح الحدود." يتناول الكتاب بعض أهم قضايا الأوضاع الفلسطينية، ومواقف العرب إزاء قضيتهم المركزية بعد الانتصار المحدود علي إسرائيل في حرب 1973 ثم كان أن أدت كل من اتفاقيات كامب دافيد والصلح مع مصر واتفاقية وادي عربة مع الأردن وأوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية إلي ترسيخ منهج الحلول المنفردة للصراع، وجري استبعاد كل من الحرب وسلاح المقاطعة الرسمية العربية التي كلفت إسرائيل المليارات عبر تاريخها. كما يوضح الكتاب سلاح المقاطعة الشعبية ومقاومة التطبيع الذي اتخذ أشكالا متباينة، كان أبرزها ثقافيًّا، ولكن بعد أن كان العرب قد استخدموا سلاح النفط بكفاءة في حرب 1973 عجزوا عن استخدام كل أوراق القوة التي يملكونها ومنها النفط نفسه، وازداد موقفهم ضعفًا بعد أن فقدوا الحليف العالمي الذي طالما ساند قضاياهم بالسلاح والسياسة حين انهار الاتحاد السوفيتي، وانفردت الولاياتالمتحدةالأمريكية - الحليف القوي لإسرائيل- بالساحة العالمية، وحرصت في علاقتها الإستراتيجية مع الدولة الصهيونية علي أن تتفوق إسرائيل عسكريًّا علي كل جيرانها العرب مجتمعين، وذلك إضافة إلي تملكها للسلاح النووي الذي عجز العرب عن امتلاكه، أو جري منعهم من امتلاكه. إن هذا الكتاب سجل تاريخي يحمل بين دفتيه أهم القضايا الفلسطينية المعاصرة التي مازالت راهنة بشكل نقدي وتحليلي لما يحدث في المنطقة العربية وفي فلسطين وما تفعله السياسة الإسرائيلية لتحقيق أطماعها وأحلامها المريضة في المنطقة وتدعو الكاتبة من بين سطور كتابها انه لا خوف من إسرائيل بعد تفنيد كل ادعاءاتها وأساليبها التي صارت مكشوفة للعالم أجمع وما علي العرب أن يعوا هذه الحقيقة ويطرقوا علي الحديد الساخن فليس هناك مبرر للخوف من إسرائيل.