كتب السير الذاتية وحكايات المشاهير وقصص الشخصيات المؤثرة في حياة الناس ومن يتولون أمور وأحوال بلادهم أمثال رؤساء الدول والحكومات تجد انتشارا واسعا بين القراء، وتحقق أعلي نسبة مبيعات في العالم ، ليس لأنها تحتوي علي أسرار ومعلومات خافية عن عامة الشعب فحسب ، وإنما لأنها في الأصل جزء من تاريخ هذه الشعوب ، وفي السنوات الأخيرة انتشرت هذه النوعية من الكتب علي مستوي العالم وعلي استحياء في المنطقة العربية باعتبار أن هذه النوعية من الكتابات تحتاج إلي الصراحة وكشف الجوانب الخفية وراء تصرفات وسلوكيات هؤلاء الشخصيات التي كانت ذات يوم تتقلد مقاعد الحكم في بلادها. وقد يري أصحاب هذه المؤلفات إن كتبهم تحمل لهم مزيدا من الشهرة بالإضافة إلي الأموال التي تحققها لهم مقابل تحقيق أعلي المبيعات، أي أن هذه الكتب مصدر من مصادر الثراء لهم والدليل علي ذلك ما أظهرته نماذج إقرارات الذمة المالية مؤخرا لثروة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي بلغت مليون دولار من كتاب »جرأة أمل«Audacity of Hope عن معركته الانتخابية للوصول إلي البيت الأبيض، وما حققه أيضا ما بين مليون وخمسة ملايين دولار من كتاب »أحلام من والدي« Dreams from My Father وهي مذكرات عن نشأته . كما حققت أيضا مذكرات العديد من رؤساء دول فرنسا وروسيا الملايين لأصحابها ، ومع ذلك يظل رأي النقاد لهذه الكتب إنها تعبر عن وجهة نظر صاحبها وإنها لا تمثل بالضرورة تاريخا حقيقيا للمراحل التي تغطيها تلك المذكرات، لأنها لا تعتمد علي مراجع موثقة، وعادة ما تعكس وجهات نظر شخصية قد تكون تبريرية في أغلب الأحيان. كما إن أي رئيس لا يستطيع أن يتحدث بكل أمانة عن الصفقات التي أبرمها، والتنازلات التي قبل بها، والتضحية بكثير من مبادئه لتحقيق مطامح شخصية، وبذلك يحصل القارئ علي صورة للرئيس كما يحب أن يراها بدلاً من الصورة الحقيقية له. . وهذا النهج يصيب هذا النوع من العمل الأدبي في مقتل. ورغم رأي النقاد إلا أن هذه الكتب في الواقع تجد رواجا شديدا بين القراء !!