طالما.. أن منتخبي مصر والسعودية خرجا من سباق المونديال، فليس أقل من أن يقدما معاً لوحة حضارية في مباراتهما بعد غد. يجب.. أن يبرهن الشقيقان علي أن العلاقة بينهما أكبر بكثير من أن »يتلاعب» مغرض أو صياد في الماء العكر، أو ندل يحمل في داخله سموماً أو أهدافاً خبيثة. لينزل الفريقان متشابكي الأيدي.. يتبادلان الورود والابتسامات.. لا مجال للتوتر أو الشد العصبي، وما أن تنتهي المباراة وبأي نتيجة حتي يتبادل اللاعبون الفانلات، ويصفقون معاً للجماهير التي ستحسن تحيتهم. .. هذا هو الوداع اللائق الذي سيترك أثراً جميلاً في المونديال.. ويجعل الشكل محترماً. خروج العرب من الدور الأول للمونديال يشير إلي أن السياسات الكروية ماتزال بحاجة إلي تطوير، وإلي جرأة في »ضرب كلاكيع الروتين».. وشجاعة في التغيير. بالتأكيد.. كان يمكن لمنتخب مصر أن يخرج بنتيجة أفضل أمام أوروجواي، ثم روسيا، لولا أن إدارة اتحاد الكرة لم تأخذها »جد» وتعاملت مع الحدث علي أنه احتفالية، »وتراخت» في فرض الضبط والربط في أمور كثيرة. من الأصول.. ألا يتعرض كوبر للإهانة، لأنه رغم كل حملات النقد التي نالته، إلا أن مجموع النتائج التي حققها جيدة جداً.. ومن المنطق أن يتم تكريمه عند رحيله. منتخب مصر.. بحاجة إلي خبرة أجنبية في المرحلة القادمة.. وبجهاز كله جديد.. وبصراحة لا يوجد مدرب وطني يصلح! الصدمة التي أصابت الشارع الكروي والرياضي لها أسباب كثيرة.. أبرزها هؤلاء الذين »عملوا من البحر طحينة»، وأوهموا عشاق ومحبي المنتخب أنها مجموعة سهلة، والعبور منها للدور الثاني لن يكون صعبا. صحيح.. كانت قريبة أمام أوروجواي، وكادت تتحقق أمام روسيا.. ولكن المؤكد أن من تأهلا.. هما المرشحان أصلا. عندما ينتهي المونديال.. ينبغي أن يتم فتح ملف المنتخب والجبلاية والكرة المصرية بشكل عام، حتي ينال كل فرد حقه.. من أجاد ومن أخطأ، من منطلق مبدأ أو سياسة الثواب والعقاب.. أما أن يتم رفع شعار »الناس حتنسي»، فهذا يعني أن شغل »الفهلوة والأونطة»، هو الذي يكسب دائما. عندما ستجري عملية التقييم »الحتمية»، لابد من التطرق لمحورين مهمين.. الأول: »لاموري في ظوري».. والثاني: »ارنبيطو زاراتوس».. حينئذ سيتم الكشف عن الحقيقة »العارية من الهجايص».. ولامؤاخذة!