إلي المتجهين ل »الدائري» و»المحور» : انتبهوا.. أنتم علي موعد مع العذاب »العشوائية».. كانت هي السمة الغالبة في تعامل الأنظمة السابقة مع مشكلات القاهرة الكبري وغيرها من المحافظات وتحديدا في ملف المرور والطرق والكباري فكان المسئولون بدلا من التفكير في وضع خطة وشبكة قومية للطرق وحلول غير تقليدية تساهم في حل أزمة المرور والزحام المروري علي المحاور الرئيسية، كانوا يقدمون فقط المسكنات التي تخفف من آلام المرض دون علاجه وبالتالي ومع مرور الوقت تحولت المشكلة إلي صداع مزمن لا تنفع معه المسكنات التقليدية ومع المجهود الواضح الذي تبذله الدولة في الوقت الحالي في قطاع الطرق والكباري إلا ان القاهرة الكبري مازالت تعاني من غياب الرؤية الواضحة التي تنقذها من أزمتها المرورية والدليل علي ذلك محورين رئيسيين يعتبران من اهم شرايين القاهرة الكبري المرورية وهما الطريق الدائري ومحور 26 يوليو. فإذا كنت ممن كتب عليهم المرور فوق »الدائري» أو »المحور».. فأنت علي موعد مع العذاب، وإذا لم تكن رقما يضاف إلي عدد الضحايا التي سالت دماؤهم علي الأسفلت، فأنت علي الأقل »سجين» الزحام والفوضي والعشوائية.. أو نقطة في »كتلة هائلة» من السيارات المكدسة هنا أو هناك. أما إذا كنت ممن يتوجهون بشكل يومي من وإلي مدينتي 6 أكتوبر أو الشيخ زايد باستخدام محور 26 يوليو، أو ممن يتوجهون إلي القاهرة الجديدة والتجمع وشرق القاهرة عموما باستخدام الطريق الدائري فأنت مرشح بقوة للإصابة بانهيار عصبي.. أو تشنج عضلي أو غضروف »رقبة».. فالرحلة المقرر لها ألا تزيد علي 25 دقيقة أو نصف ساعة علي الأكثر تمتد لساعتين أو ثلاث.. أو يمكن ان تقضي نصف اليوم عليهما في حالة انقلاب سيارة نقل محملة بالبضائع أو سيارة محملة بالوقود. وعلي مدي الرحلة »الشاقة» تري وتسمع العجب.. كل أنواع الفوضي والتلوث والعشوائية.. سير عكس الاتجاه.. نقل سريع يسير في الممنوع.. توك توك قرر فجأة ان يقتحم الطريق.. ولا يخفي عليك الفواصل و»الحفر» القاتلة التي تصطاد المارة بلا رحمة، كما أنك مجبر أحيانا علي الانتظار في طابور طويل بفعل أعمال الصيانة التي تنقل من اتجاه لآخر دون انقطاع. وفي النهاية عليك أن تتحمل جزاءات التأخير علي عملك أو احتساب اليوم غيابا.. أو الفصل نهائيا مع تكرار عدم الالتزام بمواعيد العمل. أزمة يومية يعيشها آلاف المواطنين مع طريقين كانا يفترض أن يكونا الحل السحري لأزمة المواصلات في القاهرة الكبري كلها. ولا أحد يعرف إن كانت الأسباب »فنية» تتعلق بالتصميم.. أو سلوكية ترتبط ب»الفوضي». ولعل مستخدمي الدائري والمحور من أكثر السائرين علي الطرق في مصر تعرضا للحوادث بسبب عدم الرقابة وسلوكيات السائقين وعيوب الطريق ورعونة السائقين حتي أصبح الدائري والمحور من الطرق »المشبوهة» في مصر والتي تسيل عليها الدماء بمعدلات مخيفة وبشكل يومي. خبراء النقل أكدوا ان التخطيط العشوائي وسلوكيات السائقين وغياب الصيانة من اهم الأسباب التي أدت إلي تدهور أوضاع اهم محورين يربطان محافظاتالقاهرة الكبري ببعضهم ويري الدكتور كمال الدين إبراهيم استاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة انه قبل حوالي عشرين عاما تصور سكان مدينة 6 أكتوبر أن محور 26 يوليو هو العصا السحرية التي ستحل لهم مشكلاتهم مع الطريق بعد أن ظلوا سنوات أسري لطريق الفيوم عبر ميدان الرماية.. إلا أنه مع مرور السنوات تبين أن المحور عذاب آخر أضيف لعذاباتهم لتمتد طوابير السيارات فوقه لمسافات تصل في بعض الأحيان لأكثر من 6 كيلو. من ناحية أخري طالب د. مدحت صلاح استاذ النقل بجامعة عين شمس بضرورة تشديد الرقابة علي الحركة المرورية لمنع التكدس والتعامل الفوري مع الحوادث لمنع الاختناق الذي يصل إلي درجة الشلل، خاصة في أعقاب الحوادث والسير عكس الاتجاه أو الهروب من الزحام. واشار إلي ضرورة معالجة عيوب التصميم التي تتعلق بعدم وجود طريقين للخدمة علي جانبيه.